ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان 11" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] مساء أمس (الأحد) أن الجيش الإسرائيلي قام باتخاذ الاستعدادات اللازمة لمواجهة احتمال قيام حزب الله بضرب منصة التنقيب عن الغاز "كاريش" التي وصلت أمس إلى مكانها في المياه الاقتصادية الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط على بُعد 80 كيلومتراً غربي شواطئ إسرائيل، وهاجم لبنان وصولها بشدة.
وأضافت قناة التلفزة أنه خلال الأيام التي سبقت وصول المنصة التابعة لشركة "إنرجي" من سنغافورة إلى موقعها في حقل "كاريش"، والذي لا يُعتبر موضع خلاف مع لبنان، أجرت الأجهزة الأمنية في إسرائيل تقييمات للوضع، وأشارت إلى أن تأمين الأمن للمنصة هو من مهمات الشركة، لكن المسؤولية عن الأمن في المياه هي لدولة إسرائيل.
ووفقاً للقناة، سيعمل سلاح البحر الإسرائيلي على تأمين حماية للمنصة في قلب البحر من خلال مركبات بحرية فوق المياه وتحتها، وكذلك بمساعدة غواصات. وأكدت أن سلاح البحر على أهبة الاستعداد أيضاً للرد في حال استهداف مركبات بحرية في قلب البحر، كما سيتم نصب منظومة "قبة حديدية" في المكان. ونوهت القناة بأن الجيش الإسرائيلي أنهى الأسبوع الماضي مناورات في البحر الأحمر بمشاركة غواصة من طراز "دولفين" وسفينتي صواريخ.
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون تطرّق في وقت سابق أمس إلى وصول المنصة، وحذّر إسرائيل من مغبة القيام بأي نشاط استفزازي عدواني في المنطقة البحرية المتنازع عليها. وأضاف أنه تحدّث عن الأمر مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وطلب من الجيش اللبناني أن يرسل له معطيات دقيقة ورسمية حتى يتم الرد على دخول المنصة.
وقال عون إن المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية لا تزال مستمرة، وأي عمل أو نشاط في المنطقة المتنازع عليها يشكل استفزازاً وعملاً عدائياً.
من جانبه، أكد رئيس الحكومة ميقاتي أن محاولات إسرائيل افتعال أزمة جديدة من خلال التعدي على ثروة لبنان المائية أمر في منتهى الخطورة، ومن شأنه إحداث توترات لا أحد يمكنه التكهّن بتداعياتها.
كما حذر وزير الدفاع اللبناني موريس سليم، في بيان صادر عنه مساء أمس، من احتمال وقوع تدهور أمني في جنوب البلد جرّاء التحركات الإسرائيلية في المنطقة البحرية المتنازع عليها بين الجانبين.
وقال سليم: "إن التحركات التي تقوم بها إسرائيل في المنطقة المتنازع عليها في الجنوب اللبناني، تشكل تحدياً واستفزازاً للبنان وخرقاً فاضحاً للاستقرار الذي تنعم به المنطقة الجنوبية من لبنان". وأضاف أن إسرائيل تحاول إيجاد أمر واقع على الحدود اللبنانية، وبذلك تطيح الجهود التي تُبذل لاستئناف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية التي تلعب فيها الولايات المتحدة دور الوسيط، وتجري تحت رعاية الأمم المتحدة. ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك سريعاً لوضع حدّ للممارسات الإسرائيلية المتجددة وتطبيق القرارات الدولية، بغية استباق حدوث أي تدهور أمني في الجنوب اللبناني، ستكون له انعكاسات على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط كلها.