تقرير: مطالبات من مختلف أنحاء العالم بفتح تحقيق في مقتل الصحافية الفلسطينية التي تحمل الجنسية الأميركية شيرين أبو عاقلة خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في جنين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدة دول أُخرى والمجتمع الدولي والدول العربية المجاورة إلى فتح تحقيق في مقتل الصحافية الفلسطينية التي تحمل الجنسية الأميركية ومراسلة شبكة "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة (51 عاماً) خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في جنين أمس (الأربعاء).

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية وشهود عيان، بمن في ذلك صحافيون آخرون اتهموا قوات الجيش الإسرائيلي بإطلاق أعيرة نارية أدّت إلى مقتل أبو عاقلة، وفي المقابل، زعم عدد من المسؤولين الإسرائيليين أن أبو عاقلة قُتلت على الأرجح بنيران فلسطينية.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس أمس إن النتائج الأولية أظهرت عدم إطلاق نيران إسرائيلية على الصحافية بينما شوهدت لقطات إطلاق نار عشوائي من طرف "إرهابيين" فلسطينيين، ومن المحتمل أن يكون تسبب بمقتلها.

ودعا سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل توماس نايدس إلى إجراء تحقيق شامل في مقتل أبو عاقلة.

كما دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور وينسلاند إلى إجراء تحقيق فوري وشامل، ودان بشدة مقتل أبو عاقلة.

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق سريع ومستقل لتقديم الجناة إلى العدالة.

ودان الأردن مقتل أبو عاقلة، واصفاً إياه بأنه جريمة مروعة، ودعا إلى إجراء تحقيق فيها وتقديم مرتكبيها إلى العدالة.

ووصفت مساعدة وزير الخارجية القطري لولوة الخاطر مقتل أبو عاقلة بأنه إرهاب إسرائيلي.

وكتبت الخاطر في تغريدة نشرتها في حسابها الخاص على موقع "تويتر": "إن إرهاب الدولة الإسرائيلية هذا يجب أن يتوقف، ويجب أن ينتهي الدعم غير المشروط لإسرائيل".

واتهمت شبكة "الجزيرة" الجنود الإسرائيليين بتعمُّد استهداف أبو عاقلة وقتلها بدم بارد.

ودعت الشبكة في بيان صادر عنها المجتمع الدولي إلى إدانة ومحاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلي.

في المقابل، قال مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى إن إسرائيل عرضت إجراء تحقيق مشترك في الحادثة إلى جانب السلطة الفلسطينية، لكن هذه الأخيرة رفضت.

ودعا رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت خلال خطاب في الكنيست أمس الفلسطينيين إلى التعاون وعدم القيام بأي عمليات يمكن أن تشوّه التحقيق.

وقال وزير العدل جدعون ساعر إن الفلسطينيين سارعوا، كعادتهم، إلى إطلاق فرية دموية ضد الجيش الإسرائيلي ورفضوا عرض إسرائيل بإجراء تحقيق مشترك لأنهم غير معنيين بالكشف عن الحقيقة.

وأشار رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي إلى أنه لا يمكن حالياً تحديد مصدر إطلاق النار الذي أدى إلى مقتل أبو عاقلة. وأضاف أن الجيش شكّل طاقماً خاصاً للتحقيق في الحادث، وأن الطاقم سيقدم استنتاجاته في أسرع وقت ممكن.

وفي رام الله نفى الوزير حسين الشيخ أن تكون إسرائيل قد تواصلت مع السلطة الفلسطينية بشأن إجراء تحقيق مشترك.

وكتب الشيخ في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع "تويتر": "إننا ننفي ما أعلنه رئيس الحكومة الإسرائيلية عن توجّههم إلى السلطة الفلسطينية لإجراء تحقيق في اغتيال أبو عاقلة". وتعهد الشيخ بأن ترفع السلطة الفلسطينية قضية أبو عاقلة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي قررت العام الفائت فتح تحقيق في ارتكاب جرائم حرب في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال الصحافي الفلسطيني علي السمودي، الذي كان يعمل كمنتج مع أبو عاقلة وأصيب برصاصة، إنهما كانا ضمن مجموعة من سبعة صحافيين ذهبوا لتغطية عملية الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر من يوم أمس، وأشار إلى أنهم جميعاً كانوا يرتدون سترات واقية كانت تشير بوضوح إلى أنهم صحافيون، ومروا من أمام القوات الإسرائيلية حتى يراهم الجنود ويعرفون أنهم هناك. وروى السمودي أن الطلقة الأولى أخطأتهم، ثم جاءت الطلقة الثانية التي أصابته، وقتلت الثالثة أبو عاقلة، وأكد أنه لم يكن هناك مسلحون فلسطينيون أو مدنيون آخرون في المنطقة، بل فقط المراسلون الصحافيون والجيش الإسرائيلي.

وأكد السمودي أن رواية الجيش الإسرائيلي بأنهم تعرضوا لنيران أطلقها مسلحون فلسطينيون هي كذب مطلق.

 

المزيد ضمن العدد 3788