يتحضرون للانفصال: في محيط بينت يقدرون أن تصمد الحكومة شهراً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • ستدخل حكومة بينت-لبيد هذا الأسبوع في الدورة الصيفية للكنيست، في الوقت الذي يعيش أعضاؤها حالة من التفاؤل المفرط، كطلاب مخيم اضطروا أن يعبروا حقل ألغام فاعل في الجولان من دون حماية، واحتمالات الوصول إلى بر الأمان-فرصة الصيف الطويلة-موجودة، لكنها ضعيفة جداً.
  • خلال الأسابيع الأربعة منذ انسحاب عيديت سيلمان، تم وقف "النزيف" على ما يبدو، لكن أعضاء الجسم ما زالت في حالة حرجة؛ فلم تتعزز البنية الائتلافية، والقائمة الموحدة لا تزال غير مستقرة، ومن شأن أي حدث صغير في المجال السياسي-الأمني أن يرجح الكفة، مثل يوم القدس بعد وقت قصير، وغزة ليست هادئة، وهل ذكرنا الحرم الشريف؟ من الصعب حتى اللحظة، فهم تداعيات العملية القاتلة يوم أمس في إلعاد، ومن المؤكد، أن استمرار موجة العمليات لن يؤدي إلى تهدئة الخواطر في المناطق المتوترة أصلاً.
  • حتى اللحظة، لا يزال منصور عباس يريد استمرار قيام الحكومة، لكن سيطرته على الأمور في حزبه جزئية، وعلاقته مع وليد طه متوترة، أو كما قال عضو في الائتلاف: يريد إيذاءه. فما يؤرق منصور عباس هو إمكان أن تتشكل الحكومة المقبلة من عنصريين محرضين وكارهين للعرب، وهذا لا يؤثر على وليد طه، على ما يبدو، والأمر نفسه بالنسبة إلى مازن غنايم. عندما يعتقد الثاني أن انسحابه من الائتلاف سيرفع من احتمالات عودته إلى رئاسة بلدية سخنين، بعد عام ونصف العام، سيختفي من المقاعد الخلفية قبل أن يقول أحدهم: وزير الداخلية، إيتمار بن غفير.
  • في "يمينا"، ينهض نفتالي بينت كل يوم من النوم ويتأكد أن أبير كارا لا يزال إلى جانبه، داخل المدرعة. والشكوك تتزايد تجاه نير أورباخ، إذ تزداد الضغوط عليه كل يوم تقترب فيه العودة إلى مقاعد الكنيست. قدم له "إنجازات سياسية"، تقول أييلت شاكيد لبينت، وسيكون على ما يرام. يشعر بينت بالأمان نسبياً، وخصوصاً تجاه شاكيد، العضو الثالث في المثلث. لقد كان بينهما الكثير من المناوشات، لكنه لا يخاف أن تقوم بما قامت به سيلمان وتجر معها البقية.
  • تحاول شاكيد أيضاً اطلاعه على مستجدات المزاج المتغير لكارا وأورباخ، فلا يعرف من ينظر من الخارج، إن كانت شاكيد مندوبة الاثنين في مكتب رئيس الحكومة أم ذراع رئيس الحكومة الطويلة في أوساطهم. يلتقي الثلاثة مرة في الأسبوع منذ انسحاب سيلمان، فقد التقوا أول أمس، يوم الذكرى، في بيت أورباخ في بتاح تكفا. التوقيت إشكالي بعض الشيء، ذلك بأن ساسة مع وعي أكثر كانوا سيتجنبون اللقاءات السياسية في هذا اليوم، وإن كان الأمر ضرورياً، كانوا سيكونون أكثر حذراً كي لا يتم القبض عليهم.
  • اعترف بينت أمس، خلال حفل "الامتياز الرئاسي"، أنه، حتى بعد ألف عام، لم يكن يتخيل أن تقوم حكومة كهذه، وهذا قبل الحديث عن أنه سيكون رئيسها. هناك من فسر هذا على أنه بداية النهاية، ففي محيطه يقدرون أن أيام الائتلاف ستكون-باحتمال 80٪ بحسب أقوالهم-شهر ناقص أو زائد. من جانبهم، السؤال ليس إن ومتى فحسب، بل كيف أيضاً: كيف سيحصل الانهيار؟
  • الاتفاق الائتلافي يشير إلى أنه إذا قامت كتلة اليمين بإسقاط الحكومة، فإن يائير لبيد سيغدو رئيس الحكومة الانتقالية، على الأقل لأربعة أشهر ونصف الشهر أو خمسة أشهر، وهو الوقت الذي يشمل الانتخابات بحد ذاتها، والمفاوضات لتشكيل الحكومة. ومن خبرتنا، يمكن لهذا الوقت أن يكون أضعاف الأضعاف، فسيناريو الانزلاق إلى انتخابات إضافية بعد انتهاء المفاوضات الائتلافية موجود، وهو ليس حصري لنتنياهو. وطوال هذه الفترة، لا يمكن إزاحة رئيس الحكومة الانتقالية، فهو عالق هناك، ونتنياهو أحب هذا.
  • على المقلب الآخر، في حال قام حزب أو أفراد من كتلة لبيد (يوجد مستقبل، وحزب أزرق أبيض، والعمل، وميرتس، وإسرائيل بيتنا أو القائمة العربية الموحدة) بالتصويت مع حل الكنيست، أو المساهمة بحله بصورة غير مباشرة، سيبقى بينت في وظيفته حتى انتخاب البديل. هذا الواقع، يخلق حالة من الشك بين رئيسي الحكومة، الفعلي والبديل؛ لدى كل منهما مصلحة في أن يقوم الآخر بتفكيك الحكومة. ومن أجل الدفع بالقائمة الموحدة لتفكيك الحكومة، على بينت وشاكيد الدفع قدماً بخطوات يمينية لا تترك خياراً آخر لعباس المعتدل والمسؤول، مثال لذلك المسجد الأقصى. ويمكن أيضاً أن يدفع لبيد، من جانبه، بالكتلة اليمينية للانسحاب، من خلال وقف تصويت معين. وعندما سيحدث هذا، سنفهم أن اللعبة انتهت.
  • في محيط رئيس الحكومة يتم مؤخراً نقاش هذه السيناريوهات، وفي محيط لبيد ليسوا عميان. فهذا فيل كبير لا يمكن تجاهله؛ كلاهما لا يريد أن يتم تسجيل اسم أي منهما على تفكيك التحالف ما بينهما، ويحاولان الحفاظ عليه بأي ثمن وبصورة تدعو إلى الفخر. لكن كلاهما أيضاً، يريد الوصول إلى الانتخابات وهو يجلس في مكتب رئيس الحكومة: الأول يريد أن ينعش ذاته سياسياً (كما أنه يحب كل لحظة في المنصب، على الرغم من الكوارث حوله)، والثاني يريد أن يثبت حقيقة في الوعي (ولا سيما أمام هؤلاء الذين قالوا أنه لن يصل إلى هذا المنصب)، ويثير الحماسة في معسكره للتصويت بنسب أعلى بكثير.
  • يبدو الامتحان قريباً جداً؛ ففي "الليكود" يبحثون في طرح قانون حل الكنيست يوم الأربعاء المقبل، وفي حال استمرت مقاطعة منصور عباس للائتلاف، فإن القانون سيمر بأصوات القائمة المشتركة أيضاً، حيث لا يريد جميع أعضائها انتخابات جديدة، لكن رؤساءها لن يستطيعوا تحدي منافستهم من اليمين. فقط خلال القراءة التمهيدية وما بعدها، يمكن وقف المسار في اللجان، لكن ذوي الخبرة في الكنيست يعلمون: في الوقت الذي يمر القانون بأي قراءة تتغير الأجواء السياسية وتنقلب الخريطة السياسية. ورائحة الانتخابات ستهب بقوة أمام أنوف السياسيين.