منذ منتصف آذار/مارس قُتل 19 إسرائيلياً في هجمات في بئر السبع وفي الخضيرة وبني براك وتل أبيب وفي أريئيل، وأمس في إلعاد. وكما في الهجمات السابقة يبدو الهجوم الأخير مخططاً له.
وكانت القوى الأمنية نجحت في الأسابيع الأخيرة في إحباط عشرات الهجمات بفضل استخبارات نوعية للشاباك والاستخبارات العسكرية. لكن في مجال الأمن ليس هناك نجاح 100٪، وفشل الأمس يفرض على الشاباك أن يوضح كيف لم يتمكن من الكشف عن المهاجمين.
المشكلة أن إسرائيل انتهجت في الفترة الأخيرة توجهاً تكتيكياً، ولم تبلور استراتيجيا شاملة لمواجهة موجة الإرهاب. وأمل المسؤولون عن المؤسسة الأمنية والسياسية أن تنجح إسرائيل في اجتياز شهر رمضان بهدوء نسبي، وكذلك عيد الفصح، والاحتفال بذكرى قيام الدولة. لذا اختارت إسرائيل مواجهة موجة الهجمات بواسطة الاستخبارات، وعمليات الإحباط، والردود المباشرة، والعمليات في عمق الأراضي الفلسطينية. لكن في الحقيقة من الصعب معالجة الهجمات بصورة تكتيكية ومركزة فقط.
"حماس" في غزة هي مصدر التحريض، وهي التي تؤجج النيران، وهي التي تشجع أعمال الشغب في الحرم القدسي، والهجمات في مراكز المدن الإسرائيلية وفي الضفة الغربية، كما أنها لا تمنع بصورة كاملة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، ولا من جانب وكلائها الذين أطلقوا الصواريخ في لبنان.
حتى الآن لم تجعل إسرائيل "حماس" تدفع ثمناً، وهي تتعامل بتسامح مع رئيس السلطة الفلسطينية. وفي ضوء التخوف الفعلي من أن يشكل الهجوم في إلعاد موضوعاً للمحاكاة بالنسبة إلى فلسطينيين آخرين، فإن الأمل الإسرائيلي باختفاء موجة الهجمات ببطء يبدو ضئيلاً. بناء على ذلك يتعين على المسؤولين في المؤسستين السياسية والأمنية إجراء نقاش استراتيجي في أقرب وقت، والتوصل إلى طريقة تجبر السنوار على وقف التحريض وتأجيج النيران.