عقد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الليلة قبل الماضية اجتماعاً مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في عمّان.
وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني أن الزعيمين ناقشا التوترات المتزايدة بين إسرائيل والفلسطينيين واعتبراها تصعيداً إسرائيلياً، كما ناقشا سبل الدفاع عن القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية.
ودعا الملك عبد الله المجتمع الدولي إلى استعادة الهدوء في المدينة المقدسة ومنع تكرار ما تتعرض له من اعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية والأهالي فيها. وأكد الملك أنه يعتزم مواصلة الجهود الدبلوماسية من أجل وقف الاعتداء على القدس والمقدسات.
وقال بيان الديوان الملكي إن الأردن كثف تنسيقه مع جميع الشركاء، إقليمياً ودولياً، لوقف التصعيد عقب الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك، معتبراً أن التضييق الذي طال المصلّين في القدس، وتقييد حركة المسيحيين والتأثير في احتفالاتهم الدينية، أمر مرفوض.
وشهد الشهر الحالي توترات شديدة في القدس في أثناء احتفال اليهود والمسيحيين والمسلمين بالأعياد، وسبقت هذا التزامن الاستثنائي موجة من الهجمات "الإرهابية" في المدن الإسرائيلية خلّفت 14 قتيلاً.
واشتبكت الشرطة الإسرائيلية مع مئات الفلسطينيين المتظاهرين في المسجد الأقصى بعد أداء الصلاة. كما فرضت إسرائيل قيوداً مشددة على الحجاج المسيحيين الذين يحضرون صلاة سبت النور في القدس. وبررت السلطات القيود الجديدة بأنها ضرورية لتجنُّب احتمال وقوع اكتظاظ قاتل، بينما انتقد المسيحيون ما وصفوه بأنه انتهاك لحريتهم في العبادة.
وألقت الدول العربية والإسلامية، بما فيها الإمارات العربية المتحدة والأردن وتركيا، اللوم على إسرائيل في كل ما يتعلق بالتوترات في القدس. وخضع مندوبا إسرائيل في عمّان وأبو ظبي لتوبيخ من البلدين المضيفين، بعد أن دخلت الشرطة إلى المسجد الأقصى لقمع أعمال شغب فلسطينية.
كما التقى الملك الأردني الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان في القاهرة، لبحث العنف في القدس. وشدد الثلاثة على أن بلادهم لن تدخر جهداً في العمل من أجل استعادة التهدئة في القدس ووقف التصعيد بأشكاله كافة، من أجل تمكين المصلّين من أداء شعائرهم الدينية من دون معيقات أو مضايقات.
ويعتبر الأردن نفسه وصياً على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، على الرغم من أن إسرائيل لم تعترف أبداً بهذا الوضع. وتدير دائرة الأوقاف، وهي هيئة دينية أردنية، المسجد الأقصى في اتفاق هشّ يشكل الوضع القائم منذ عقود، وفي ظله يمكن لغير المسلمين زيارة الحرم القدسي في ساعات محددة، لكن لا يجوز لهم إقامة شعائر العبادة هناك. واتُّهمت إسرائيل، مراراً وتكراراً، بالسعي لتغيير الوضع القائم في الموقع المقدس والسماح بالعبادة اليهودية هناك، لكن المسؤولين الإسرائيليين يؤكدون أنهم ملتزمون بالوضع القائم، كما كرر ذلك وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد في إفادة للصحافيين الأجانب في وزارة الخارجية في القدس قبل عدة أيام، قائلاً: "إن إسرائيل ملتزمة بالوضع القائم في الحرم القدسي. فالمسلمون يصلّون في الحرم، وغير المسلمين يزورون فقط. لا يوجد تغيير، ولن يكون هناك تغيير".
ومع ذلك، يقوم المزيد من اليهود الإسرائيليين المتشددين دينياً بالصعود إلى الحرم في الأعوام الأخيرة، وأظهرت لقطات فيديو أن الشرطة الإسرائيلية تغض الطرف عن أدائهم الصلاة هناك، وهو ما أدى إلى توتر علاقات إسرائيل مع الفلسطينيين والدول العربية المجاورة، وخصوصاً مع الأردن.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت، بدوره، إنه يعتبر التعليقات التي تُلقي اللوم على إسرائيل في العنف خطرة جداً، ووجّه انتقادات شديدة إلى كل مَن يحرض على رشق الحجارة واستخدام العنف ضد سكان دولة إسرائيل.