ليس لدينا امتياز ماكرون
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • ماكرون وبايدن كانا محظوظين. ففي النهاية، وقفا وجهاً إلى وجه ضد اليمين المجنون، وانتصرا لأنه لا يزال هناك أغلبية في الولايات المتحدة وفرنسا ضد اليمين المجنون. لم يكن شعار ماكرون وبايدن "فقط لا للوبان"، أو "فقط لا لترامب"، موضوعاً مخجلاً، بل على العكس، تحول إلى واجب مقدس نابع من تحليل واعٍ للواقع. لذلك، في اليوم الموعود، وقف الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي وراء بايدن، وأيضاً أعضاء في الحزب الجمهوري. تماماً مثلما أيّد ماكرون في الدورة الثانية للانتخابات الفرنسية يساريون متطرفون ويمينيون عقلاء. في الغرب، هزيمة اليمين المجنون ليست الأمر الأقل سوءاً، بل الأفضل على الإطلاق.
  • وفي الواقع، هذه هي الطريقة التي من خلالها هُزم اليمين المجنون في إسرائيل. التحالف بين البيبيين [أنصار بنيامين نتنياهو] وبين الكهانيين والحريديم، خلق في وجهه جبهة كبح مؤلفة من يساريين ويمينيين، ومن مخضرمين ومهاجرين، وعلمانيين ومتدينين، وعرب ويهود، من أجل إنقاذ الدولة. وبسبب النظام الانتخابي السيئ الذي لا يسمح فقط بعدم الحسم، بل يشجع أيضاً منشقّين ولصوصاً، من أمثال أورالي ليفي أباكسيس وعميحاي شيكلي - تطلبت العملية 4 جولات انتخابية في غضون عامين. في النهاية نشأ هنا، بفارق صوت واحد، ائتلاف هو معجزة تاريخية، مؤلف من 8 أحزاب، بينها حزب واحد فقط لديه أكثر من ثمانية مقاعد. رئيس هذا الائتلاف يذكّر أكثر برئيس لجنة جرى استدعاؤها من أجل إنقاذ دولة في أزمة، أكثر من زعيم سياسي لديه قاعدة تأييد جماهيرية.
  • ... لكن يجب ألّا نسمح لعيوب الحكومة وقيودها بأن تُنسينا خطر اليمين المجنون. ومَن يحتاج إلى تذكير حصل عليه بسخاء، بدءاً من مسيرة التحريض إلى بوابة نابلس وحوميش، مروراً بعرض الشتائم والصراخ في لجان الكنيست، ووصولاً إلى المغلف الذي احتوى على رصاصة، والموجّه إلى عائلة بينت. يجب أن نتذكر أن أقساماً مهمة من وسائل الإعلام وضعت نفسها في خدمة البيبية والكهانية، وملزمة بإعادتهما إلى الحكم.
  • من سوء حظ اليمين المجنون أن المؤسسة الأمنية كبحت في هذه المرحلة الهجمات وإطلاق النار في المدن، لكن إذا تكرر ذلك، فيمكن الاعتماد على وسائل الإعلام من خلال البث الحي، لتأجيج الخوف والاشتباكات. هؤلاء هم الأشخاص أنفسهم الذين حولوا إيتمار بن غفير إلى نجم كبير في الاستديوهات وبثّوا، بإخلاص، خلاصة يومية دعائية تتعلق بنتنياهو.
  • في هذه الأثناء، هذه الحكومة العاقلة، جزئياً، أعادت الأمور إلى مكانها الطبيعي. فقد مرّرت ميزانية العامين، وأوقفت انتشار الكورونا من دون فرض إغلاق، وبدأت بجمع السلاح من المجتمع العربي، وقبل كل شيء، غيرت الخطاب العام. في كل يوم أحد، يجتمع رؤساء أحزاب الائتلاف عند بينت، للمرة الأولى في تاريخ الدولة، يوجد في الغرفة زعيم عربي. هذه حكومة لا تستغل أي مناسبة للتحريض ضد العرب واليساريين والعلمانيين. كل الذين فيها يعرفون خطورة اليمين المجنون، لذا، رسم الوزير عومر بار - ليف في بودكاست في "هآرتس" مخططها التوجيهي: "الخطوط الحمراء بالنسبة إلينا هي عدم سقوط الحكومة".
  • لكننا بحاجة إلى إيجاد علاج للمشكلة. اليمين المجنون لن يختفي. في الجولة الانتخابية المقبلة، إذا حدثت، يجب التصدي له من خلال توحيد القوى الانتخابية. الحل هو أربعة إلى خمسة أحزاب كحد أقصى: يمين عاقل، وسط، يسار اشتراكي - ديمقراطي، وعرب من المؤيدين للاندماج. في النهاية ليس لدينا امتياز ماكرون.