بينت يدفع ثمن أخطائه المصيرية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • كان يتعين على حكومة التغيير أن تبدأ ولايتها بإصدار قانون فعال وسريع لا يسمح بأن يكون في موقع رئاسة الحكومة شخص صدر بحقه كتاب اتهام. لقد كان هذا المفتاح لإبقاء بنيامين نتنياهو خارج اللعبة، لكن الحكومة لم تفعل ذلك، بل ترددت وتلعثمت وأجلت. كما برهن كل من أييليت شاكيد ونير أورباخ وأيضاَ رئيس الحكومة نفتالي بينت، بسلوكهم غير الجازم، أن حزب يمينا لا يرغب في إنهاء حكم نتنياهو. ومنذ اللحظة التي تحول فيها أعضاء يمينا إلى طوق نجاة لنتنياهو، برز تصدع كبير في درب الحكومة.
  • حصل حزب "يمينا" على 7 مقاعد في الانتخابات، وساهمت تشكيلة سياسية غير مألوفة في وصول زعيم الحزب بينت إلى رئاسة الحكومة. لقد كان هناك على الأقل سياسي واحد رأى أنه يتقدمه في هذا المنصب هو يائير لبيد، لكنه فهم أن حزب يمينا لن يشارك في حكومة يمين – وسط - يسار صهيوني تضم القائمة العربية الموحدة من دون تتويج بينت رئيساً للحكومة.
  • واتضح أن هناك أحزاباً ثمة تناقض سياسي فيما بينها، لكنها نظيفة الكف وغير فاسدة وقادرة على إدارة حكومة. وفي رأيي لقد كانت هذه أفضل حكومة شهدتها إسرائيل خلال الأعوام الـ15 الأخيرة. لقد أدرك بينت وشاكيد وأورباخ وسيلمان أن قرارهم هذا سيجلب ضغوطاً وتهديدات ومضايقات، ليس فيها أي عنصر عفوي، باستثناء لهفة نتنياهو للخروج من وضعية الرجل الذي أصبح من الماضي، والمتورط بمحاكمة صعبة، والعودة إلى وضعية الشخص الذي يملك قدرات سياسية أكيدة.
  • لا يمكن إنكار أن الخط الذي جمع بين هذه الأحزاب كان "فقط ليس بيبي"، بيبي الشخص وبيبي الإرث وبيبي الخطر على الديمقراطية. إذ إن أعضاء يمينا كانوا الوحيدين الذين تخوفوا من الانضمام علناً إلى هذا الخط الذي يبرر تشكيل هذه الحكومة المميزة.
  • لقد منح انضمام راعام إلى الحكومة اليمين خطاً دعائياً عنصرياً، لكن، وعلى الرغم من الافتراءات فإن الحكومة أثبتت أنها قادرة على العمل مع راعام. كذلك برهن الحزب العربي عن مسؤولية واستقرار، وأظهر أن مشاركة حزب عربي في الائتلاف أمر ممكن وجوهري أيضاً من ناحية دعم الجمهور.
  • والخطأ المصيري هنا كان تأخير التشريع الذي يمنع شخصاً يوجد بحقه كتاب اتهام من تولي منصب رئاسة الحكومة. فتردد شاكيد وتلعثم أورباخ وسكوت بينت أرسل رسالة مزدوجة مفادها: نحن ضد نتنياهو، لكن ليس بصورة قاطعة. وبقي هناك شق أو صدع، ولم يكن نتنياهو بحاجة إلى أكثر من ذلك.
  • بالتأكيد كانت عيديت سيلمان ضحية الضغط والتهديدات، لكن ما سمح بهذا هو موقف أعضاء يمينا المتأرجح والمتردد إزاء النتائج السياسية لمحاكمة نتنياهو.
  • الآن وبعد استقالة سيلمان، يدرك أورباخ وشاكيد وآبير كارا، أنها سبقتهم في تحصين مكان لنفسها، بينما هم يواصلون الصراع على أماكنهم في حكومة "يمينية بالكامل" ستتشكل، في رأيهم، عاجلاً أم آجلاً.
  • إن التخوف الأكبر من عودة نتنياهو وأمير أوحنا وياريف لفين وإيتمار بن غفير إلى موقع القيادة يفسح المجال أمام المستقيلين المحتملين الثلاثة من يمينا بأن يشكلوا تهديداً، حقيقياً وغير حقيقي، لجوهر وجود هذه الحكومة الهشة.
  • لا أريد ولا أرحب باستقالة أعضاء يمينا من الحكومة، لكن هناك حدوداً يجب عدم تخطيها في الأساس في كل ما يتعلق بالتفسير الديني لليهودية الصهيونية. من يغضب من استخدام تعبير "الضفة الغربية" بدلاً من يهودا والسامرة، ينكر احتمال التوصل ذات يوم إلى اتفاق موقت بيننا وبين الفلسطينيين في هذا البلد. نعم هناك سبب وجيه لمطالبة كل مكونات الائتلاف بالتركيز على الإصلاحات المدنية والعامة، لأنه فيما عدا ذلك الفجوة هائلة فيما بينهم.