فشل بينت وقادة الائتلاف نابع عن عدم فهمهم لمدى هشاشتهم
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • الفشل السياسي هذا الأسبوع يعود، في معظمه، إلى رئيس الحكومة نفتالي بينت، وفي جزء منه إلى أعضاء وقادة التحالف الذين لم يفهموا بصورة كافية إلى أي حدّ هم هشّون ومخترَقون.
  • مع استلام منصبه، حلّق بينت فوراً إلى الأعالي، حيث يجب أن يكون رئيس حكومة، تنشّق هواء القمم، ودرس قضايا أمنية حساسة في العمق، وأقرّ ميزانية، وبسبب الإجراءات الأمنية المطلوبة، انقطع عن الجمهور، وعن مظاهر المعارضة. رئيس الحكومة شخص وحيد وحيد جداً.
  • في طريقه للقيام بوظيفته، ترك وراءه أعضاء كتلته الذين تعرّضوا، من وقت إلى آخر، للهجمات والإهانات والضغوط عليهم وعلى أفراد عائلاتهم ضمن جماعتهم، وفي مراكز العبادة، وفي اجتماعات الأهل. وبينما كان بينت وشاكيد ومتان كهانا "مشغولين بالعمل" على كراسيهم، كان الآخرون ينزفون وراءهم... لقد وجدت الكتلة نفسها ضمن ائتلاف "غير عائلي"، ووسط أيديولوجيا غريبة لم تكن مستعدة لها. وهنا تحديداً، كان ينبغي أن تأتي مهمة الصيانة التي يجب أن يقوم بها بينت، أي تواصل أقوى وتعاوُن أكبر، مع الإدراك أن هذا الحدث طارىء موقت. بالإضافة إلى ذلك، كان يجب على يائير لبيد وميراف ميخائيلي ونيتسان هوروفيتس أن يدركوا أن الستاتيكو الذي صمد عشرات الأعوام مع طعام الكاشير في عيد الفصح في قواعد الجيش الإسرائيلي، وفي المستشفيات، يمكن أن يستمر عاماً آخر أو عامين، من أجل خلاص إسرائيل وتقدُّمها. لكنهم فشلوا في التغلب على الغريزة.
  • أعتقد أن سيلمان امرأة موهوبة وشجاعة ومثابرة، لكنها مرت بوقت عصيب داخل منزلها وجماعتها ووسط الناخبين. مع ذلك، الطريقة التي استقالت بها لا علاقة لها بالطعام الكاشير، بل بالارتداد والسكاكين السياسية، سواء تلك الموجّهة نحو بينت، الذي أنكرت جميله عبر وسائل الإعلام، بعد أن أدخلها إلى الكنيست وأعطاها مهمة مركزية، وسواء مع حقيقة أن وراء "الخلاف الأيديولوجي" توجد صفقة مع نتنياهو بمقعد محصن في الليكود ووعد بمنصب وزيرة الصحة، ومساعدة بتسلئيل سموتريتش في صوغ كتاب الاستقالة.
  • منذ الأسبوع الأول لتأليف الحكومة، كتبت هنا أن هذه الحكومة غريبة وخارجة عن المألوف، أبصرت النور نتيجة وضع سياسي غريب واستثنائي. سمّيت هذه الحكومة "شركة إدارية"، يترأسها مدير عام يخضع لمجلس إدارة. لم يؤلف بينت الحكومة التي يرأسها، وهو لا يستطيع أن يعترف للجمهور بـ "ثقته بها". وهذا وضع غير معقول، لكن الدولة كانت ولا تزال في وضع غير معقول من الناحية السياسية. وبمعنى من المعاني، بينت وحزب يمينا أنقذا إسرائيل وجلسا فوق قنبلة. لقد حصلا على مناصب رفيعة، لكنهما خسرا قاعدتهما، وبدت كتلتهما تتطاير في مهب الريح.
  • مولّد هذه الفوضى السياسية هو الشخص الذي يستطيع أن يحصل على 35 مقعداً لحزبه - نتنياهو. إذا ذهبت إسرائيل إلى انتخابات في وقت قريب وقاد نتنياهو الليكود، أشك في أننا سنحصل على حسم، لأنه لا يوجد أي متغير جديد، والمشكلات لا تزال هي عينها، والخريطة السياسية لم تتغير. وسيكتشف نتنياهو مرة أُخرى أنه لم يبقَ هناك مَن يكذب عليه، بعد أن طعن أقرب شريك لديه، والأكثر تفانياً وأخلاقية – بني غانتس. سيكون أمامنا صيف حار أكثر من العادة، وسنضطر إلى التقاط أنفاسنا والاستعداد لعودة معركة انتخابية، وللكراهية والتحريض والإقصاء والانقسامات.
  • يائير لبيد هو مهندس الحكومة الحالية، هو الذي ألّفها، وهو تنازل من أجلها واستخدمها لإزاحة نتنياهو، تآكُل قاعدة الائتلاف يثير الشك في احتمال دخوله بصورة منتظمة إلى رئاسة الحكومة، أيضاً لو أنه، بحسب الاتفاق، سيتولى منصبه لعدد من الأشهر.

لذلك، لبيد وغانتس وشركاء آخرون سيضطرون قريباً إلى التفكير في مسار جديد، وعليهم أن يفهموا كيف سيتحرك نتنياهو لاحقاً، رغبة الجمهور ستفرض قيام حكومة واسعة برئاسة الليكود وكتلة كبيرة من الوسط. كي يحدث ذلك، المطلوب الكثير من السلالم والحبال والعمليات، والقليل من الأنانيات والتغلب على الماضي السياسي، ووسائل أُخرى.

  • الشرق الأوسط، ماذا عليه أن يفعل؟ أمور جيدة حدثت مؤخراً، كانت ثمرة مصالح أمنية واقتصادية مشتركة، وبناء علاقات ثقة شخصية صحيحة بحكومة إسرائيل ووزرائها. حدث هذا مع مصر وتجلى في قمة السيسي - بينت، ومشاركة وزير خارجية مصر في قمة النقب ، وفتح خط طيران مباشر إلى شرم الشيخ، وزيارة وزيرة الاقتصاد إلى مصر وتوقيع اتفاقات تعاون.
  • وهذا جرى أيضاً مع ملك الأردن واجتماعه بالرئيس يتسحاق هرتسوغ وبينت وغانتس وآخرين. الثقة بين الطرفين واضحة... وهذا يحدث مع تركيا، سواء من خلال زيارة هرتسوغ إلى أنقرة، أو الزيارة المتوقعة لوزير الخارجية التركي، وأيضاً في تعازي أردوغان وإدانته العمليات "الإرهابية". وهذا يجري مع أبو مازن، إذ على الرغم من عدم وجود مفاوضات، فإن الأجواء جيدة والحوار قائم، وهناك محاربة مشتركة لـ"الإرهاب"...

 

 

المزيد ضمن العدد 3771