ما وراء خطوة عيديت سيلمان؟
تاريخ المقال
المصدر
- الدراما السياسية التي بدأت مع الكشف في قناة الأخبار 12، صباح أمس الأربعاء، عن انسحاب رئيسة الائتلاف الحكومي عيديت سيلمان، في ذروتها. "لا أستطيع الاستمرار"، كتبت سيلمان، ويبدو أن الدائرة المقربة منها تحاول تصوير هذه الخطوة على أنها تعود لأسباب أيديولوجية. لكن، وعلى الرغم من محاولات المقربين، فإنه يبدو واضحاً أن هناك الكثير يحدث خلف الكواليس، وسبب خطوة سيلمان - ليس أيديولوجياً بالضرورة.
- إذاً، ما وراء هذه الخطوة؟ المصلحة السياسية في هذه الحالة واضحة: لقد فهمت سيلمان منذ وقت طويل أنه لن يكون لديها مستقبل سياسي كبير في "يمينا"، إما بسبب حال الحزب في استطلاعات الرأي، وإما بسبب مكانتها الداخلية في الحزب التي تضعضعت بسبب عدة أحداث، كموضوع مهاجمتها في محطة الوقود، على سبيل المثال. هذا بالإضافة إلى تسريبات أشارت إلى أن سيلمان بحثت إمكانية انضمامها إلى حزب "يوجد مستقبل" في اليوم التالي لتشكيل الحكومة الحالية. ويبدو أنها تراهن على خطوة تضمن لها مكاناً محجوزاً في حزب "الليكود"، بالإضافة إلى وظيفة وزيرة الصحة.
- التوقيت الذي حددته سيلمان لا يقل أهمية. لقد فهمت أن أول شخص يقوم بالخطوة سيحصل على أعلى رقم من الأرباح، ويُستقبل على بساط أحمر في "الليكود". وفي الحقيقة، فإن من سيأتي بعدها سيُستقبل بحفاوة أقل في اليمين. وفي هذا المجال، سبقت سيلمان سياسيين أكثر خبرة منها، مثل أييليت شاكيد. الآن، مَن سيخطو خلفها سيصوَّر كتابع وليس كقائد.
- تم تحديد سيلمان كالحلقة الأضعف منذ تأليف الحكومة، وأنه يجب تفعيل ضغوط لا تنتهي عليها. وتحملت هجمات لا تنتهي، ومورست ضغوط عليها على جبهتين: في الكنيست من خلال المعارضة، وفي وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً. كلُّ ذكر لاسمها في وسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى طوفان من الردود الحادة، وتم الهجوم عليها بكلمات قاسية جداً. أُرسلت إليها رسائل خاصة مع انتقادات حادة وقاسية طوال الوقت. وفي الآونة الأخيرة، تمت زيادة الضغط عليها بشأن موضوع موجة "الإرهاب".
- وبالإضافة إلى الضغط في وسائل التواصل الاجتماعي، وجدت سيلمان أنها معرضة للهجوم من طرف أعضاء المعارضة الذين قللوا من شأنها في كل اجتماع أو نقاش جرى في الكنيست. وفي مرحلة معينة، تمت مقاطعتها من جانب أعضاء المعارضة. عضو الكنيست يوآف كيش مثلاً، الذي يدير الحوار مع الائتلاف حول كل ما يخص التقليصات، رفض التعاون معها.
- تبدو الرواية التي يبثها هذا الصباح المقربون منها، ومفادها إن سيلمان استقالت لأسباب أيديولوجية، غير مقنعة لسبب إضافي. فسيلمان، التي كانت رئيسة لجنة الصحة، قللت من اهتمامها بقضايا "الدين والدولة". بل على العكس - طوال فترة ولاية الحكومة، كانت تعود وتؤكد أن أهدافها تتركز على الدفع قدماً بقضايا الصحة، كقانون توحيد مراكز الإنقاذ، الذي ركزت فيه الكثير من جهودها. صحيح أن موضوع إدخال الخميرة إلى المستشفيات خلال عيد الفصح حاز على اهتمامها في الأيام الأخيرة، لكن هذا الاهتمام جاء في وقت كان وزير الصحة نشر حكم المحكمة العليا في الموضوع، ولم يكن هناك ما يمكن القيام به.
- وخلال موجة "الإرهاب"، كانت سيلمان تبدو كأنها تعتمد على ما تقوم به الحكومة. هذا على الرغم من أنه في الدائرة المقربة منها، كان هناك مَن يعتقد أن مجرد وجود حزب إسلامي في الحكومة هو خطأ يضرّ بأمن الدولة. ومن هنا، جاء طلب سيلمان عقد جلسة للهيئة العامة للكنيست خلال فترة فرصته المقررة، لبحث موجة "الإرهاب". يبدو أن العائلة المقربة منها وصلت إلى استنتاج مفاده أن الضغوط من حولها أكثر من اللزوم، وبدأوا بتحضير الأجواء للخطوة المقبلة. زوجها شموليك سيلمان قال قبل يومين في راديو "غالي يسرائيل": أعضاء حزب يمينا كذبوا على الناخبين، وعليهم الاعتذار.