معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛ وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.
- اجتمع وزراء خارجية الإمارات، والبحرين، والمغرب، ومصر، والولايات المتحدة، وإسرائيل، في "قمة النقب"، وهي الأولى في نوعها التي تستضيفها إسرائيل، وهي استمرار لقمة شرم الشيخ التي عُقدت في الأسبوع الماضي.
- تُعقد هذه القمة على خلفية الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا، الذي يثير مخاوف أمنية لدى دول عديدة، وتسبب بارتفاع أسعار الوقود والغذاء، كما تُعقَد على عتبة التوصل إلى اتفاق نووي بين الدول الكبرى وبين إيران. توقيت القمة يكشف الرؤية السياسية المشتركة للتهديدات المشتركة التي تواجهها هذه الدول، وفي الأساس تلك التي مصدرها إيران التي تحظى بالشرعية من الولايات المتحدة ورفع القيود وتحرير الموارد التي ستستخدمها للاستمرار في نشاطها التآمري الذي يزعزع الاستقرار في المنطقة. مصدر قلق آخر، هو التصور السائد بشأن ابتعاد الولايات المتحدة عن المنطقة وانعكاسات ذلك. لم يجرِ تحديد الغرض من القمة بدقة، لكن أساسها هو إيجاد قاعدة لقيادة مشتركة للواقع العالمي والإقليمي الجديد، ومن ضمن ذلك:
- بلورة تعاون مشترك في مواجهة إيران، نوع من ائتلاف أمني إقليمي (MESA)، وكما توحّد الغرب في مواجهة روسيا ووحّد الناتو صفوفه، كذلك تتوحّد الدول العربية البراغماتية مع إسرائيل ضد إيران.
- الانتظام لمواجهة وضع عالمي جديد يتميز بالمنافسة الشديدة بين الدول الكبرى، وفي هذه المرحلة، الساحة الأساسية هي أوروبا. هذا التطور يعزز توجّه خروج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، ويترك فراغاً، تستطيع إيران، في إطاره، تعزيز تدخّلها ونفوذها في أرجاء المنطقة. بناءً على ذلك، المطلوب الدفع قدماً بمسار يؤدي إلى ملء الفراغ، وصولاً إلى الاستعداد للمساهمة في إعادة بناء سورية، كما جرى التلميح إليه في زيارة الرئيس بشار الأسد إلى الإمارات.
- الوقوف معاً في مواجهة الولايات المتحدة التي تطلب من دول المنطقة أن تختار طرفاً في مواجهة العدوانية الروسية في الحرب في أوكرانيا. بينما تختار الولايات المتحدة عقد اتفاق - غير فعال وموقت - مع إيران، اللاعب الأكثر عدوانية في الشرق الأوسط، وهي مستعدة لإعادة تأهيل الحرس الثوري الإيراني. الرسالة إلى واشنطن: "عليكِ أيضاً أنتِ أن تختاري طرفاً!"
- مطالبة إدارة بايدن بالاستمرار في دعم "اتفاقات أبراهام" (الإرث الإيجابي الوحيد لإدارة ترامب) وتعميقها وتوسيعها والدفع قدماً، في إطارها، بموضوعات أمنية إقليمية طاقوية وتكنولوجية واقتصادية وغيرها.
الهجوم القاتل الذي وقع في الخضيرة، عشية القمة، لن يشوّه الرمزية الشديدة الأهمية للقمة التي، من بين أمور أُخرى، تؤكد تراجُع الموضوع الفلسطيني، رسمياً، على المسرح الإقليمي. العالم العربي يقبل إسرائيل في النادي من دون شروط. وقد حظيت إسرائيل بفرصة أُخرى كي تظهر أنها تلعب في "ملعب الكبار" - تتوسط بين بوتين وزيلينسكي، وأيضاً بين دول عربية وواشنطن، بينما العلاقات الخاصة بينها وبين الولايات المتحدة تساعد في تصوير أن الطريق إلى واشنطن يمرّ في القدس (على الرغم من عدم عقد القمة في عاصمة إسرائيل، نظراً إلى الحساسيات المعروفة).
في هذه المرحلة، تركز قمة النقب على الصور: الدول المشاركة تسعى لتمرير رسالة من الانتظام العام إزاء تحديات مشتركة. الولايات المتحدة أيضاً تريد إظهار التزامها بالاستقرار، وإزاء حلفائها في المنطقة. وفي الواقع، دول المنطقة غير قادرة على منع الاتفاق النووي، وتحجم عن الدخول في مواجهة عسكرية مع إيران، باستثناء إسرائيل؛ الحوثيون يواصلون ضرب السعودية والإمارات من دون ردّ فعال من جانبهما، وعلى الرغم من طلب الولايات المتحدة، فإن دول الخليج اختارت عدم ضخّ الوقود إلى الغرب. السؤال المفتوح هو عن مدى إصرار وقدرة الدول المشاركة في القمة على ترجمة التفاهمات التي جرى التوصل إليها إلى سياسات فعالة.