أجراس الإنذار تدق بقوة: من الصعب كشف هجمات يقوم بها أفراد لكن هذا لا ينطبق على هجوم بئر السبع
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • على الرغم من الأحداث التي وقعت خلال عملية حارس الأسوار ونتائج هجوم الأمس، فإنه ينبغي ألّا نضع وصمة على قطاع كامل، لكن أيضاً ينبغي لنا ألّا نغمض عيوننا. مشكلة غياب السلطة المستمر منذ أعوام، والجريمة الخطِرة، وعدم تطبيق القانون بصورة كافية، والإهمال أعواماً طويلة، كلها أمور جعلت الوضع في جنوب البلد، يوماً بعد يوم، أخطر بكثير. خط التماس الهش بين الجريمة والإرهاب يتصدع بسهولة عندما تمتزج فيه عوامل التطرف الديني والقومي.
  • يجب ألّا نحوّل القطاع البدوي إلى عدو. المطلوب تعزيز الشرطة بصورة جذرية والتعاون بين الأجهزة الاستخباراتية والأمنية المتعددة، ويجب أيضاً الاستثمار في التعليم والبنى التحتية، وفي تعليم اللغة العبرية، وتقديم حلول للعمل والسكن، واحتضان الجيل الشاب الذي لا يتحدث عدد كبير منه باللغة العبرية.
  • لقد كانت أحداث عملية حارس الأسوار بمثابة جرس إنذار تجلى من خلال العنف الحاد وأعمال الشغب التي حدثت على محاور الطرق المركزية في الجنوب. فالاضطرابات في المدن في شتى أنحاء إسرائيل استحوذت على معظم الاهتمام، لكن خلال العملية، شعرت الأغلبية من سكان الجنوب بفوضى عارمة على الطرق المركزية. وكان من الصعب على قوات الشرطة مواجهة هذا العدد من الأحداث المخلة بالأمن.
  • في الأشهر التي تلت عملية حارس الأسوار، وظّفت الأجهزة الأمنية والشرطة والشاباك المزيد من الموارد في عمليات من أجل فرض القانون، لكن المطلوب أكثر بكثير من أجل إحداث تغيير، وهذا لن يحدث خلال يوم واحد. ويشمل ذلك فرض القانون وإعادة السلطة إلى المناطق غير الموجودة فيها، وتعزيز شبكة الاستخبارات في الأماكن التي يوجد ثمة شك في نشوء خلايا إرهابية وتحريض فيها. ما أهملته الدولة أعواماً طويلة يجب عليها أن تقوم به الآن، وبسرعة.
  • من الصعب جداً على المؤسسة الأمنية كبح حوادث من هذا النوع عندما يكون بحوزة المهاجم بطاقة هوية زرقاء [إسرائيلية] وينفّذ هجوماً وحده، الأمر الذي يجعل من الصعب جمع معلومات استخباراتية مسبقة ضمن حدود القانون. فيما يتعلق بالمهاجم الذي نفّذ هجوم الأمس، أجراس الإنذار قُرِعت بقوة.
  • محمد غالب أحمد أبو القيعان اعتُقل بتهم أمنية وأعمال تحريض مؤيدة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مع نية عبور الحدود والانضمام إلى التنظيم في سورية في سنة 2015. وفي سنة 2019، أُطلق سراحه ليتبيّن، لاحقاً، أنه لا يزال يشكل قنبلة موقوتة. يتعين على الشاباك أن يبحث في العمق فيما إذا كان من الممكن الكشف عن دلائل مسبقة، وكيف يمكن مراقبة الأسرى الأمنيين من حَمَلة الهوية الإسرائيلية والتأكد من عدم عودتهم إلى الإرهاب.
  • نحن على مشارف شهر رمضان الحسّاس، وفي آذار/مارس وحده نُفِّذت حتى الآن 8 هجمات، منها: في حزمة وبوابة الأسود وباب القطانين، وفي محطة القطار، وفي رأس العمود، والآن في بئر السبع. في جميع هذه الهجمات، تعتقد المؤسسة الأمنية أن المقصود مهاجم منفرد ممتلئ بالكراهية ومعبأ بالتحريض.
  • الجزء الأكبر من الهجمات في الشهر الأخير وقع في القدس، وجزء منها قام به مَن يحملون الهوية الزرقاء. من الصعب على المؤسسة الأمنية لجم الهجمات في المدينة القديمة في القدس، أو في بئر السبع، بسبب نسيج الحياة المشتركة بين السكان اليهود والعرب، بعكس الضفة الغربية، حيث تتواجد قوات كبيرة، وهناك خبرة عملانية تراكمت في مواجهة المهاجمين الأفراد. المشكلة الأساسية هي أن كل هجوم جديد، وخصوصاً إذا انتهى بنجاح في نظر التنظيمات الإرهابية، سيكون نموذجاً لمحاولة هجوم مقبل.