هجوم بئر السبع استغرق 8 دقائق وأدى إلى مقتل 4 إسرائيليين وجرح اثنين آخريْن
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قُتل أمس 4 إسرائيليين وجُرح اثنان آخران جرّاء هجوم دهس وطعن وقع في بئر السبع مساء يوم الثلاثاء. المهاجم هو محمد أبو القيعان (34 عاماً)، مواطن بدوي من سكان الحورة في النقب، كان معتقلاً بتهم أمنية، وهو معروف لدى الأجهزة الأمنية بأنه من مؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وبحسب رواية الشرطة الإسرائيلية، وصل المهاجم إلى مركز تجاري في شارع طريق الخليل في بئر السبع، حيث دهس راكب دراجة.  بعدها واصل طريقه إلى محطة للوقود، حيث خرج من سيارته وطعن امرأة عدة مرات، الأمر الذي تسبب بوفاتها. ثم عاد إلى سيارته وقادها إلى ساحة مجمع تجاري قريب، حيث طعن عدة أشخاص كانوا متواجدين هناك، بينهم امرأة ورجل توفيا لاحقاً، بينما أصيب اثنان بجروح بليغة، وعاد مجدداً إلى سيارته. عندها اصطدمت به سيارة كانت تدخل إلى الساحة وأوقفته، ولدى خروج المهاجم من سيارته، أطلق مواطنان النار عليه من سلاحهما الفردي، وهو ما أدى إلى مقتله.

وقال القائد العام للشرطة يعقوب شبتاي إن المهاجم تصرّف بصورة منفردة، وأن عناصر الشرطة وصلت إلى مكان الهجوم بعد 4 دقائق من استدعائها، محاولاً الدفاع عنها لأن مَن أوقف المهاجم مواطنان، وليس عناصر الشرطة.

وزير الدفاع بني غانتس علّق على الهجوم، قائلاً: "الجيش والشرطة يستخدمان كل الوسائل لمنع وقوع حوادث إرهابية بقدر الممكن.  نحن في حالة تأهُّب قصوى لمواجهة جميع التحديات في كل القطاعات. وسنحرص على تدفيع كل مَن يشجع الهجمات الأخيرة أو يؤيدها الثمن".

وأثارت هوية المهاجم، وهو مواطن بدوي إسرائيلي، بالإضافة إلى أن منفّذي الهجمات الأخيرة كانوا من سكان القدس الشرقية ويحملون هويات إسرائيلية، تساؤلات كثيرة بشأن قدرة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على الكشف مسبقاً عن هجمات يقوم بها أفراد فلسطينيون يحملون الهوية الإسرائيلية. وتساءل المحلل العسكري في "هآرتس" عاموس هرئيل: كيف يمكن ألّا ينتبه الشاباك مسبقاً إلى احتمال قيام متهم أمني سابق يتماهى مع داعش بهجوم جديد، وكيف لم ينتبه الشاباك إلى عملية التطرف الديني التي مرّ بها المهاجم، والتي دفعته إلى ارتكاب الهجوم.

وكانت الشرطة اعتقلت أمس اثنين من أشقاء أبو القيعان بتهمة أنهما شاهداه يخرج من المنزل، وهو يحمل سكيناً، ولم يحذّرا الشرطة. في هذه الأثناء، عشيرة أبو القيعان، التي ينتمي إليها المهاجم، دانت الهجوم، وكذلك سكان بلدة الحورة التي يقطنها المهاجم.