أضرار الاجتياح الروسي: الأزمة ستؤثر أيضاً في غلاء المعيشة في إسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • التاريخ العالمي سيُظهر اسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على القائمة السوداء للزعماء الذين جلبوا إلى العالم قتلاً وخراباً وكوارث إنسانية ودماراً اقتصادياً. وبينما لا يزال الاجتياح الروسي لأوكرانيا في ذروته، والخناق الروسي يشتد على العاصمة كييف، ومئات آلاف اللاجئين يواصلون الهرب من بين أنقاض مدنهم وقراهم في أوكرانيا، ومن خطر الشر الروسي الوحشي، تتضح، أكثر فأكثر، صورة الأزمة الاقتصادية العالمية التي تسبّب بها هذا الاجتياح لعالمنا.
  • بدأت الدلائل الأولى لهذه الأزمة تتجلى من خلال ارتفاع أسعار الطاقة - الوقود والغاز والفحم- ومعها الارتفاع في أسعار الحبوب- القمح والشعير والذرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن العقوبات على روسيا، وهي من الدول الأساسية المصدِّرة للألومينيوم والحديد، بدأت تترك بصماتها على صناعة المعادن. وروسيا هي الدولة الثانية المصدِّرة للنفط في العالم بعد السعودية، وفي الأيام العادية تصدِّر ما بين 4 و5 ملايين برميل من النفط الخام، يومياً.
  • الولايات المتحدة التي بادرت إلى فرض العقوبات ضد روسيا، هي من أقل الدول المستهلِكة للنفط الروسي، لأن معظم النفط الذي تستورده يأتي من كندا والمكسيك والسعودية. أي أن الولايات المتحدة لن تتضرر قط من العقوبات المفروضة على النفط الروسي. الدول المتضررة هي هولندة وألمانيا وكوريا الجنوبية وبولندة. وأكبر دولة مستوردة للنفط من روسيا هي الصين، التي بالتأكيد لن تشارك في العقوبات المفروضة على النفط الروسي. لذا، العقوبات المفروضة على النفط الروسي ستضرّ في الأساس بالدول الأوروبية المستهلِكة له، وستجد روسيا بدائل لتسويق النفط في الصين والهند واليابان.
  • في هذه الأثناء، الارتفاع في أسعار الطاقة جرّاء العقوبات، وكذلك الارتفاع في أسعار الحبوب - سيؤدي إلى أزمة عالمية لا تزال تداعياتها الكاملة غير واضحة. من الواضح أن المتضرر الأول والأكثر حدة سيكون الدول الفقيرة، حيث تُعتبر الحبوب منتوجاً أساسياً. كما تثير العقوبات على روسيا قلقاً كبيراً لدى شبكة المصارف الأوروبية، إذ يصل ديْن روسيا الخارجي إلى نحو 100 مليار دولار، في الأساس لدى مصارف في النمسا وفرنسا وإيطاليا.
  • هذا الديْن يثير القلق، بينما يسير الروبل والاقتصاد الروسي على طريق أزمة حادة. والجهة التي ستتكبد خسائر جرّاء العقوبات هي صناديق التقاعد والصناديق المالية للحكومات والمصارف في أوروبا، والتي تستثمر أموالها في مجالات استثمارية لها علاقة بمصادر الطاقة الروسية.
  • وكما هو معروف، هناك رابحون من مثل هذه الحروب والأزمات العالمية. ويبدو حتى هذه اللحظة أن الرابح هو الأميركيون الذين يرون كيف يغرق بوتين في الوحل الأوكراني وتتزعزع مكانته، ويتكبد الاقتصاد الروسي ضربات قاسية على يديه؛ من دون إطلاق رصاصة أميركية واحدة، ومن دون إرسال جندي أميركي واحد. وهناك رابح آخر من الحرب هو الصين التي ترى الأميركيين يتشاجرون مع بوتين. الآن، تزداد قدرة الصين على شراء النفط الروسي، وهي قادرة على السيطرة على العقود، في الأساس في أوروبا التي ستكون عرضة للتأثيرات السلبية للأزمة.
  • أيضاً في إسرائيل، الأزمة ستؤثر في غلاء المعيشة. مع ذلك، هناك عزاء صغير، الاتفاق النووي الذي يجب أن يوقَّع بين إيران والدول الكبرى، إذ إن روسيا التي لا تريد أن تصبح إيران مزوِّداً مهماً بالنفط على حسابها، لن تسمح للإيرانيين بذلك، وستدعم ما فيه الخير بالنسبة إلى دولة إسرائيل.
 

المزيد ضمن العدد 3753