قمة هرتسوغ - أردوغان: نهاية حقبة العداء
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- اجتماع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ بنظيره التركي رجب طيب أردوغان يمكن أن ينهي حقبة العداء والخصومة والشكوك التي ميزت العلاقات بين الدولتين قرابة 12 عاماً.
- الرواسب المُرّة التي تراكمت منذ قضية "مافي مرمرة"، والشتائم والتهديدات المتبادلة منذ ذلك الحين، بين رؤساء الحكومات الإسرائيلية والقيادة التركية، حفرت شرخاً عميقاً يتطلب الكثير من العمل المشترك والإرادة الحسنة ووجود منظومة مصالح ثابتة، من أجل إعادة بناء شبكة علاقات طبيعية تستند إلى الثقة المتبادلة.
- هذا الاستثمار جدير وحيوي للدولتين. أصحاب الحسابات مشغولون في فحص الربح والخسارة والفائدة والضرر وحجم التنازلات والإهانة، لكن المهم الآن التشديد على حقيقة أن العلاقات الإسرائيلية - التركية تُعتبر حلفاً طبيعياً كان يجب ألّا تصل إلى هذا الخط المتدني الذي تدهورت إليه. إن الحلف المدني والعسكري والاقتصادي الذي خدم الدولتين جيداً طوال عشرات الأعوام، وبنى شعوراً من الأخوّة بين الشعبين، وقع ضحية صراعات على الكرامة والأنا والغطرسة. وكل طرف أراد أداء دور القوي المتعجرف الذي لا يحتاج إلى الآخر. استئناف التحالف يمكن أن يدل على الاعتراف بالحاجة إلى التخلص من هذه المشاعر الكئيبة والتشبث بسياسة واقعية. وذلك لأن المشهد السياسي في الشرق الأوسط، والذي يغيّر صُوره وبناه طوال الوقت، يفرض أيضاً على الخصوم والأعداء إعادة فحص مواقفهم وملاءمتها مع سياساتهم. لقد أصبحت إسرائيل حليفة دول عربية وانضمت إلى منظومة مصالحهم، بينما تشق تركيا طريقها إلى قلوب هذه الدول، وتحولت إلى شريكة لدول عربية كانت قبل عام فقط تُعتبر تهديداً إقليمياً، في نظر هذه الدول.
- هذا الأمر لا يعني أن كل الخلافات بين إسرائيل وتركيا، وبينها وبين الدول الأُخرى في المنطقة، ستزول دفعة واحدة. لا يزال لتركيا موقف واضح وصارم من المسألة الفلسطينية وإزاء المستوطنات، وهي لا تزال تؤيد "حماس" وتتبنى الحرم القدسي كمكون يدخل ضمن نطاق تدخّلها في المنطقة. لكن هذا كله لم يمنعها من إقامة تعاوُن استخباراتي وثيق مع إسرائيل، ولم يدفعها إلى قطع تعاونها التجاري الواسع معها.
- لقد أهدرت الدولتان وقتاً طويلاً، وأضاعتا الكثير من الفرص التي كان يمكن أن تخدم مواطنيهما. نأمل أن يثمر اجتماع الرئيسين في تركيا نتائج دبلوماسية مباشرة، مثل تعيين سفير في أنقرة وآخر في تل أبيب، وزيارة لرجب طيب أردوغان إلى القدس، والتوصل إلى اتفاقات تعاوُن رسمية بين الحكومتين. مثل هذه الزيارات يمكن أن يؤدي إلى تطوير مصالح مشتركة وآليات لتحقيقها، وخلق جوّ إيجابي يساعد في حلّ الخلافات.
الكلمات المفتاحية