من حلّ بالقوة إلى حلّ عقلاني: يجب استغلال كل أداة ضغط على إيران لوقف البرنامج النووي
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • الإعلان عن قرب التوصل إلى اتفاق بين الدول الكبرى وإيران أظهر الفوارق في وجهات النظر بين المجموعة البراغماتية في الحكومة، والتي يقودها وزير الدفاع، وبين الأيديولوجيين الذين يقودهم رئيس الحكومة. أعرف كثيرين سيدّعون أنه لا توجد علاقة بين بينت والأيديولوجيا، لكن في الموضوع الإيراني يبدو أنه متأثر كثيراً بنتنياهو.
  • في موضوع سياسي له تداعيات أمنية بعيدة المدى، المسألة هي خيار بين عدة بدائل. من الواضح أن الخيار المفضل هو قصف أميركي مكثف للمنشآت النووية الإيرانية وتدميرها تماماً. لكن في هذه الأيام، مع المواجهة الأميركية - الروسية في موضوع أوكرانيا، يبدو ذلك مجرد سراب.
  • ثمة خيار آخر يتلهى به الأيديولوجيون، هو أن إسرائيل قادرة، بالقوة وبقواها الذاتية وحدها، على منع إيران من الحصول على قدرة نووية. قيام طائرات الـ أف- 35 بقصف المفاعلات في بوشهر وفي أماكن أُخرى بقنابل قادرة على اختراق عشرات الأطنان من الباطون، هو حلم كل إسرائيلي تقريباً. لكن الحلم يبقى حلماً.
  • على افتراض أن هذين الخيارين ليسا مطروحين، يجب الانتقال من حلّ بالقوة إلى حلّ عقلاني، أي استغلال أي أداة ضغط على إيران لوقف برنامجها النووي. من أجل تحقيق هذا الخيار، يتعين على إسرائيل الانتقال من سياسة التصريحات والاستفزازات حيال الولايات المتحدة بشأن هذا الموضوع إلى سياسة جديدة تقوم على التنسيق المسبق مع السياسة التي تقودها في المفاوضات بشأن الاتفاق مع إيران.
  • وعلى الرغم من صعوبة إصلاح الضرر الذي تسبب به نتنياهو وترامب والأصوات التي هلّلت لهما جرّاء الانسحاب من الاتفاق النووي الذي حققه أوباما، وهو ما أدى إلى تسريع إيران تخصيب اليورانيوم، وأوصله إلى مستويات خطِرة جداً، فإنه يمكن اليوم التأثير في الاتفاق الآخذ في التبلور من خلال زيادة المشاورات المسبقة مع إدارة بايدن، ومع اللاعبين الأساسيين الآخرين: ألمانيا وفرنسا والصين وبريطانيا.
  • خلال عملي أعواماً طويلة إلى جانب شمعون بيرس، شاركت في الكثير من النقاشات بشأن الموضوع النووي الإيراني. في أساس الحديث، كان هناك نظرية الحل العسكري الذي كان يبدو معقداً، وسيكبد ثمناً دموياً، وفُرصه غير واضحة، في مقابل ذلك، التوصل إلى اتفاق حتى لو لم يكن كاملاً، يمكنه أن يؤجل تحوّل إيران إلى دولة نووية لفترة طويلة جداً، وفي هذه الأثناء، يتعين على إسرائيل الاستعداد جيداً لمعالجة الدافع الإيراني إلى مهاجمتها.
  • ونظراً إلى أن بيرس اعتقد دائماً أنه من الصعب السيطرة على المعرفة في أدمغة البشر ومنعهم من استغلالها بصورة سيئة، لذا يجب إقناع الدول الكبرى بالطلب من إيران التخلي عن الصواريخ البعيدة المدى القادرة على حمل رؤوس نووية، والتي تشكل خطراً على واشنطن وموسكو وبرلين وباريس ولندن، تماماً مثلما تشكل خطراً على تل أبيب.
  • ومن المهم التذكير بقاعدة أساسية: اتفاق جزئي أفضل من حرب شاملة، وما لا يمكن تحقيقه بالقوة يمكن تحقيقه بالعقل. وملاحظة أخيرة: يجب ألّا ننسى أن إسرائيل تملك قدرة ردع كبيرة جداً، وهي تشكل أيضاً عاملاً في هذه المعادلة.