الاتفاق النووي مع إيران ليس تهديداً لإسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • التقارير الأخيرة بشأن المسألة النووية تزرع الهلع في قلوب متّخذي القرارات في إسرائيل: يبدو أن هناك تقدماً واضحاً في المحادثات في فيينا بين إيران والدول الكبرى، ومن المحتمل توقيع اتفاق نووي جديد قريباً. رئيس الحكومة نفتالي بينت سارع إلى التحذير قائلاً: "منذ توقيع الاتفاق الأصلي في سنة 2015 حدث أمران: تقدّم الإيرانيون كثيراً في بناء قدرة تخصيب، وفات الأوان. إذا وقّع العالم من جديد اتفاقاً من دون تمديد مدة سريانه، فهو سيمنح في النهاية عامين ونصف العام، وبعد ذلك سيكون من حق إيران تطوير وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة من دون قيود".
  • نسي بينت الإشارة إلى أن إيران بدأت بخرق الاتفاق بعد عام ونصف العام من انسحاب الولايات المتحدة منه في سنة 2018، بقرار أحادي الجانب؛ كما نسي الإشارة إلى أنه كان لإسرائيل مساهمة كبيرة في حدوث ذلك، إذ وظفت كل جهودها الدبلوماسية وقدراتها العسكرية لإفشال الاتفاق قبل توقيعه، وهي الآن تشتكي من أن الاتفاق يقدم فترة زمنية قصيرة جداً لتجميد برنامج إيران النووي.
  • هذا الكلام ليس دقيقاً، فالتجميد وأغلبية القيود ستكون سارية المفعول أعواماً طويلة، وفي كل الأحوال، لن يُسمح لإيران بتطوير سلاح نووي. بالإضافة إلى ذلك، ما دام الاتفاق ساري المفعول فإن تخفيف العقوبات وزيادة الرفاه الاقتصادي لإيران سيتيحان فحص نيات طهران بجدية، وليس هناك حاجة إلى مواصلة الحديث الدائم عن مؤامرة التهديد الوجودي.
  • منذ حزيران/يونيو الماضي، عندما جُمّدت المفاوضات مع إيران، في ضوء الانتخابات الرئاسية هناك، سارعت إسرائيل إلى تسويق نظرية أن إيران لا تنوي العودة إلى طاولة المباحثات - وعندما استؤنفت المحادثات تنبأت إسرائيل بأن إيران تحاول المماطلة، وتنوي تطوير برنامجها النووي تحت غطاء المفاوضات. هاتان النبوءتان لم تتحققا. لقد فاوضت إيران بحزم ولم يكن طريقها خالٍ من المطبات، لكنها أظهرت جدية وإصراراً على توقيع الاتفاق.
  • إذا أُبرم الاتفاق فإنه لن يُبدد كل مخاوف إسرائيل. ستظل إيران قادرة على تطوير صواريخ باليستية، وليس من المتوقع إيقاف تأييدها لحزب الله والحوثيين في اليمن والجهاد الإسلامي، أو الميليشيات في العراق. لكن في الوقت عينه، تسعى إيران لترميم علاقاتها مع السعودية والإمارات، ومع سائر دول الخليج التي تُعتبر حليفة لإسرائيل.
  • يتعين على الحكومة الإسرائيلية فحص الاتفاق بعين الشك والريبة، والمشاركة في الجهد الدولي في مراقبة كل بنوده، والعمل على إحباط أي تهديد إيراني لمواطني إسرائيل. لكن عندما ترى الحكومة أن الاتفاق بحد ذاته تهديد، فإن ذلك يتعارض مع تطلُّعها إلى تحييد التهديد الوجودي الذي تشكله إيران للمواطنين الإسرائيليين.