تقديرات في إسرائيل: ثمة فرصة كبيرة لعودة إيران والدول الكبرى إلى الاتفاق النووي الأصلي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • ثمة تقديرات في إسرائيل تشير إلى وجود فرصة كبيرة في أن توقع إيران والدول الكبرى مجدداً الاتفاق النووي الأصلي العائد إلى سنة 2015. وقد اطلعت مصادر سياسية إسرائيلية على المستجدات الأخيرة التي أشارت إلى التقدم الكبير الذي طرأ على الاتصالات بين إيران والدول الكبرى بشأن الاتفاق. وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها يعمل الطرفان مجدداً من أجل توقيع الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في سنة 2018 بعد إدخال تغييرات وتعديلات طفيفة عليه.
  • وكانت وكالة رويترز قد ذكرت في الأمس نقلاً عن مصادر دبلوماسية أن الولايات المتحدة وإيران على وشك الاتفاق على تفاصيل العودة إلى الاتفاق النووي، وأن الاتفاق تضمن خطوات متبادلة هدفها عودة الدولتين إلى تطبيق الاتفاق بالكامل. ولم تتضمن الخطوات الأولى رفع العقوبات المفروضة على النفط الإيراني الذي يمكن أن يطبق بعد فترة معينة اتفق عليها الطرفان. وبحسب الوكالة يجري مندوبو إيران وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مفاوضات بشأن تفاصيل مسودة الاتفاق، وكشف ممثلو هذه الدول أنه تم الاتفاق على الجزء الأكبر من النص لكن بقيت بعض المشكلات التي لم تُحل.
  • وعلى الرغم من أن التعديلات التي سيتم إدخالها على الاتفاق لم يُكشف عنها بالكامل، فمن المتوقع أن تعارض إسرائيل التوقيع لسبيين أساسيين: الأول حقيقة أن الاتفاق الأصلي لا يتضمن وقف البرنامج النووي الإيراني بل يتمحور في الأساس على وضع قيود على تخصيب اليورانيوم. وفي إمكان النظام في طهران الاستمرار في تطوير منظومة صاروخية قادرة على حمل رؤوس تفجيرية نووية؛ والسبب الثاني ان الاتفاق العائد إلى سنة 2015 محصور بفترة زمنية ستنتهي بعد ثماني سنوات.
  • إذا لم يجرِ تحديث الجدول الزمني في الاتفاق الآن فإن جزءاً من بنوده ستنتهي صلاحيتها في وقت أبكر خلال السنوات المقبلة، وهو ما سيسمح لإيران باستئناف مساعي التخصيب من دون قيود. وسيتيح التقدم العلمي والتكنولوجي الذي راكمته إيران منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق التقدم بسرعة في تخصيب اليورانيوم بعد انتهاء صلاحية الاتفاق. بالإضافة إلى ذلك تشكك إسرائيل في قدرة الدول الكبرى على وضع رقابة فاعلة في السنوات المقبلة تمنع إيران من المضي قدماً في جهودها سراً.
  • إن قرار العودة إلى الاتفاق الأصلي بعد تغييرات بسيطة ليس أمراً بديهياً: لأن إيران قادت المفاوضات إلى حائط مسدود، وفي الإدارة الأميركية حاولوا الدفع قدماً باتفاق بديل للاتفاق الأصلي وتقديم اتفاق موقت جزئي يشمل الموضوعات المتفق عليها بين الطرفين. ولم ترفض إسرائيل رفضاً قاطعاً إمكان تأييدها لاتفاق موقت إذا تضمن بنوداً تحد بصورة جدية ولسنوات طويلة من قدرة إيران على تطوير سلاح نووي.
  • وكما هو معروف فقد انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في سنة 2018 خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، بينما لم تنسحب إيران فعلاً من الاتفاق لكنها خرقت شروطه في مناسبات عديدة. ويكمن الهدف الأساسي للغرب في إعادة الدولتين إلى الالتزام بشروط الاتفاق الذي تضمن رفع العقوبات ضد إيران بما فيها تلك التي أضرت بشدة ببيعها للنفط. وفي المقابل، تعهدت إيران في سنة 2015 الحد من نشاطاتها النووية. وتهدف القيود التي تضمنها الاتفاق الأصلي إطالة الفترة الزمنية التي تحتاج إليها إيران لتخصيب ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج قنبلة نووية إذا قررت القيام بذلك.