نموذج عن معركة الأرض في القدس الشرقية: جمعية "إلعاد" اليمينية تقيم نشاطات في أراضٍ فلسطينية خاصة تحت غطاء أوامر رسمية من البلدية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • تحت غطاء أوامر من بلدية القدس تقيم جمعية "إلعاد" اليمينية في الأشهر الأخيرة نشاطاً تعليمياً لأبناء شبيبة في مزرعة في القدس الشرقية يمتد جزء منها على أرض فلسطينية خاصة. ويعدّ هذا النشاط مشروعاً مشتركاً لهذه الجمعية ولـ"سلطة الطبيعة والحدائق"، وأصبح ممكناً بعد توقيع رئيس بلدية القدس موشيه ليئون سنة 2019 أوامر تنصّ على تشجير منطقة "غاي بن هينوم" التي تعمل فيها المزرعة.
  • وقد تحوّلت منطقة "غاي بن هينوم" التي تمتد على الأراضي الواقعة بين جبل صهيون وحي أبو طور وحي سلوان في الفترة الأخيرة إلى هدف مركزي لهذه الجمعية التي تنشغل بإدارة الحديقة الوطنية "مدينة داود" الموجودة في سلوان، وبحفريات أثرية في المنطقة.
  • في سنة 2020 تم توقيع اتفاق بين الجمعية و"سلطة الطبيعة والحدائق" لتطوير هذه المنطقة. ولهذه السلطة صلاحيات كبيرة في المنطقة التي يقع معظمها ضمن نطاق الحديقة الوطنية "محيط أسوار القدس". وينص الاتفاق الذي وقع مع هذه الجمعية ضمن إجراء يتم فيه إعفاء إعلان مناقصة، على إدارة مشروع مشترك لمدة 5 أعوام، وفي إطاره تعهدت الجمعية بإقامة مدرجات زراعية وزراعة نباتات وتمهيد طرق وإقامة مزرعة كـ"مشروع سياحي – تعليمي"، بحسب نص الاتفاق. وأرفقت بالوثيقة خريطة تشمل مساحة المنطقة وتتطابق تقريباً مع المنطقة المتضمنة في أوامر التشجير التي وقعها ليئون قبل عام من ذلك. وبحسب القانون، لدى البلدية صلاحيات لإصدار أوامر لتنفيذ أعمال تشجير في المنطقة التي صدر بصددها أمر كهذا لكنها تبقى في أيدي أصحابها الخاصين.
  • وفي إثر الاتفاق بدأت "إلعاد" تعمل في المنطقة بواسطة عمال ومتطوعين. وجرى تسوير إحدى القسائم المسجلة جزئياً باسم القيّم العام على أملاك الغائبين وقسيمة مسجلة باسم أصحابها الخاصين وتحويلها إلى مزرعة زراعية، لكن بقيت معظم المساحة مفتوحة. ودعي طلاب وشبيبة إلى المزرعة أو إلى المنطقة المفتوحة وجرى النشاط من خلال دفع رسوم، وهو يشمل جولات وتحضير خبز وعصر عنب وإقامة مدرجات وما شابه.
  • قبل نحو شهر بدأت حملة احتجاج في حي البقعة المجاور بعد أن استدعت إدارة الحيّ شباباً منه للتطوع في المزرعة الزراعية على أن يُعترف بالتطوع كساعات إلزامية اجتماعية في المدارس الثانوية في المدينة. ووقع مئات سكان الحي عريضة ضد التعاون بين الحي وهذه الجمعية اليمينية.
  • من ناحية أُخرى قال شادي سومرين، أحد سكان سلوان والذي تمتلك عائلته أوراق ملكية لأرض مقسمة ومسجلة تم تضمينها في أوامر التشجير، إن لديه كوشاناً تركياً ووصولات ضريبية من حكومة الانتداب البريطاني على الأرض. وقبل شهر تقريباً اندلعت مواجهة بين أبناء العائلة والشرطة بعد أن اقتحمت "سلطة الطبيعة والحدائق" جداراً بهدف إدخال أدوات ثقيلة إلى قسيمة الزيتون التابعة للعائلة.
  • وقال لنا شعيب سومرين: "لسنا عنصريين ولا يهمنا أن يأتي يهود إلى هنا. ليجلسوا وليتنزهوا، لا مشكلة. لكن عليهم ألا يفلحوا أرضنا". وأشار إلى أنه تم تنظيم نشاطات بارزة في قطع أرضٍ مقسمة ومسجلة يتضمن معظمها أشجار زيتون قديمة، مثل إقامة جدران جديدة، وهدم مدرج قديم، والقيام بأعمال نظافة وزراعة حدائق. ويخاف السكان من احتمال حدوث تسييج للقسائم ومنع الدخول إليها في مرحلة مقبلة.
  • اعترضالسكان على أمر التشجير أمام محكمة الصلح وتم رفض الاعتراض، وقدموا طلب التماس إلى المحكمة المركزية. وفي الأسبوع الماضي عقدت جلسة في المحكمة المركزية قال فيها المحامي مهند جبارة ممثل السكان إنه لا سابقة لاستخدام جارف بهذا القدر لأوامر التشجير على مساحة كبيرة، ولا سابقة لإعطاء أرض إلى "سلطة الطبيعة والحدائق" استناداً إلى أوامر تشجير. لكن قاضية المحكمة ريفكا فريدمان – فيلدمان قررت تأجيل القرار إلى موعد آخر.
  • يقول ألون أراد، المدير العام لمنظمة علماء الآثار "عيمق شفيه" التي ترافق السكان وتدافع عنهم: "إن من يحب القدس ويهمه تراثها لا يمس مشهدها الطبيعي ولا يبعد سكانها". وبرأيه تدفع "سلطة الطبيعة والحدائق" بواسطة "إلعاد" بعمليات تطوير تهدف إلى تغيير المشهد الطبيعي من طريق المساس بتراث المنطقة التاريخي وإعادة تشكيلها طبقاً لمصالح سياسية. ومن المخجل أن يتم ذلك بإدارة جمعية سياسية [يمينية] تجند شبيبة وأطفالاً لأغراضها.