كفى اعتقالات إدارية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • بعد 141 يوماً كانت خلالها حياة المعتقل الإداري هشام أبو هواش في خطر، تم الاتفاق أمس على إطلاق سراحه في 26 شباط/فبراير. من المؤسف أنه فقط بعد أربعة أشهر ونصف الشهر من الإضراب عن الطعام، احتجاجاً على اعتقاله من دون محاكمة، وبعد ثورة على شبكات التواصل الاجتماعي الفلسطينية، وتهديدات من طرف الجهاد الإسلامي و"حماس"، تحققت النتيجة المرجوة.
  • لقد نُقل أبو هواش إلى مستشفى آساف الطبي بعد خسارته نصف وزنه، وكان معرّضاً للموت في أي لحظة. صحيح أن إسرائيل جمدت أمر اعتقاله قبل أسبوع، لكنه واصل إضرابه عن الطعام، مطالباً بإلغاء الأمر بثورة نهائية. لقد فهم أنه إذا أوقف الإضراب من دون تعهُّد، فليس هناك ما يضمن عدم تجدُّد اعتقاله الإداري فوراً، ليبدأ الكابوس من جديد.
  • أبو هواش الذي يبلغ الأربعين من العمر والأب لخمسة أولاد اعتُقل في منزله في بلدة دورا الواقعة جنوبي الخليل في تشرين الأول/أكتوبر 2020. ولم يكن لدى النيابة العسكرية أدلة واضحة يمكن وضع لائحة اتهام على أساسها وتقديمه إلى المحكمة العسكرية، لكن في دولة الشاباك تكفي "مادة سرية" للحصول على توقيع قائد عسكري لأمر اعتقال إداري مدة ستة أشهر، وبعدها نصف عام، ونصف عام آخر، وهلمّ جراً.
  • بعد عشرات الأعوام من الاحتلال يبدو أن ليس هناك إسرائيلي لديه القوة أو الاهتمام لرفع صوته من أجل فلسطيني مظلوم. بالنسبة إلى كثيرين في إسرائيل، فلسطيني و'مخرّب' هما مرادفان لكلمة واحدة، ويبدو أن الجمهور يفضل أن يصدق أن الدولة لا تتصرف بهذه الطريقة لو لم يكن هناك ما يبرر ذلك.
  • لكن لو كان هناك ما يبرر ذلك، لماذا مرّ أكثر من 14 شهراً من دون تقديم لائحة اتهام؟ لو كانت الدولة تملك أدلة ضد أبو هواش لكان عليها تقديم لائحة اتهام ضده، وإذا لم يكن لديها، فمن واجبها إطلاق سراحه فوراً.
  • إصرار إسرائيل على إبقاء شخص في قيد الاعتقال من دون محاكمة يمكن أن تدفع ثمنه تصعيداً أمنياً في غزة وهيجاناً شعبياً على وسائل التواصل الفلسطينية.
  • من المؤسف أن الحكومة الحالية، التي تشارك فيها أحزاب من الوسط واليسار، تحذو حذو الحكومات السابقة، ويتم جرها على الرغم من إرادتها حتى اللحظة الأخيرة، إلى أن تضطر إلى الخضوع لجهود وساطات إقليمية، بينها مصر، وتهديدات تجعلها تبدو كأنها لا تصغي سوى إلى القوة للخروج من المأزق.