تقرير: التحقيقات الأولية تشير إلى أن طائرة الهليكوبتر العسكرية تحطمت بسبب خلل فني وحريق في أحد المحركات
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أمس (الثلاثاء) إن قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء عميكام نوركين أصدر أوامر تقضي بوقف تدريبات طائرات الهليكوبتر العسكرية من طرازAS565  بعد أن تحطمت إحدى الطائرات قبالة ساحل حيفا وعلى متنها ثلاثة من أفراد الطاقم فجر أمس، وهو ما أسفر عن مقتل الطيارين وإصابة ضابط ثالث من سلاح البحر.

وأضاف البيان أن نوركين شكّل لجنة تحقيق بقيادة كولونيل لتقصّي وقائع تحطم الطائرة، وأشار إلى أن أحد الطياريْن القتيليْن برتبة كولونيل والثاني برتبة رائد.

وقال ضابط كبير في قيادة سلاح الجو الإسرائيلي، في إحاطة لمراسلي الشؤون العسكرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، إن الطائرة كانت تشارك في تدريب قبل أن تتحطم، وأكد أنه لا يمكن الآن تخمين ما حدث، مشيراً إلى أن طائرات الهليكوبتر من هذا الطراز تُعتبر قديمة، لكنها متينة.

وأضاف الضابط نفسه أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الطائرة المروحية تحطمت بسبب خلل فني وحريق في أحد المحركات، وأشار إلى أن الطاقم حاول تنفيذ هبوط اضطراري فوق مياه البحر ولم ينجح بالتبليغ عن ذلك بسبب ماس كهربائي، وقام الضابط الذي نجا من الحادثة بالاتصال بقائد السرب من قلب البحر وأطلعه على حادثة التحطم. 

ويبلغ عمر طائرة الهليكوبتر التي تحطمت، والمعروفة بالاسم العبري "عاتليف" [الخفاش]، 25 عاماً، وتُستخدم أساساً للقيام بمهمات في عرض البحر. وكان من المقرر أن يتم استبدالها في العامين المقبلين بطائرة هليكوبتر أُخرى.

وامتلكت قوات سلاح الجو الإسرائيلي هذه الطائرات سنة 1996 من شركة "يوروكوبتر" الفرنسية، والتي تم دمجها منذ ذلك الحين في شركة "إيرباص" الأوروبية العملاقة في مجال الطيران.

ويتم استخدام هذه الطائرات في عرض البحر بسبب قدرتها على الهبوط على متن سفن تابعة لسلاح البحر الإسرائيلي، وتتركز مهماتها الرئيسية في استطلاع السواحل وإيجاد أهداف بحرية في البحر، وفي مهمات البحث والإنقاذ. ويمكن تجهيز كل طائرة بجهاز رادار متقدم وتكنولوجيا مراقبة لأغراض الاستطلاع، كما يمكن أن تكون بمثابة أعين لسفن حربية من خلال تحديد مواقع الأهداف على بُعد مئات الكيلومترات. وعادة ما يكون طاقم الطائرة مؤلفاً من طيار ومساعد طيار وضابط بحري.

واستُخدمت طائرات "عاتليف" خلال حرب لبنان الثانية سنة 2006، وخلال الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.

يُشار إلى أن الجيش الإسرائيلي واجه في الأعوام الأخيرة مشاكل مع طائرات هليكوبتر أُخرى ووقعت حوادث مميتة سابقة. ففي سنة 2020 أوقف سلاح الجو الإسرائيلي عمل طائرات هليكوبتر من طراز "بلاك هاوك" بعد اكتشاف عدد من الأعطال فيها، بما في ذلك عطل فني حدث في الجو في أثناء نقل رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال أفيف كوخافي. وفي سنتيْ 2019 و2020 تعرضت طائرات الهليكوبتر العسكرية القديمة للنقل الثقيل من طراز "يسعور" لسلسلة من الأعطال، وتم إيقاف عملها مدة شهر بعد أن تسبب عيب بإشعال النار في إحدى الطائرات في منتصف الرحلة، وبهبوطها اضطرارياً.

وفي سنة 2017 تحطمت طائرة هليكوبتر هجومية من طراز "أباتشي"، وهو ما أسفر عن مقتل قائدها وإصابة مساعده بجروح خطرة. وكان الجيش أوقف عمل طائرات "أباتشي" في وقت سابق من تلك السنة بسبب مشاكل لا علاقة لها بحادثة التحطم. وفي سنة 2010 تحطمت طائرة هليكوبتر من طراز "يسعور" تابعة للجيش خلال مناورة مشتركة مع سلاح الجو الروماني، الأمر الذي أسفر عن مقتل الأشخاص الخمسة الذين كانوا على متنها. وتبيّن أن هذه الحادثة نتجت، على ما يبدو، من خطأ بشري. وفي سنة 1997 اصطدمت طائرتا هليكوبتر من طراز "يسعور" في الجو في أثناء توجههما إلى مواقع في "الحزام الأمني" في الجنوب اللبناني، حيث قُتل 73 ضابطاً وجندياً في أكبر كارثة جوية شهدتها إسرائيل منذ إقامتها.