إلى جانب غزة، السجون وشمالي الضفة بؤرتان للتحريض لـ"حماس"
المصدر
مركز القدس للشؤون العامة والسياسة

تأسس المعهد في سنة 1976، وهو متخصص في الدراسات السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية. يترأس المعهد، حالياً، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة دوري غولد. ينشر المركز مقالات يومية يمكن الاطلاع عليها باللغتين العبرية والإنكليزية على موقعه الإلكتروني. كما تصدر عنه سلسلة من الكتب، ويمتاز بمواقفه التي تتماهى مع اليمين في إسرائيل.

 

  • شهدت نهاية الأسبوع الماضي 3 حوادث إطلاق نار على قوات الجيش الإسرائيلي في منطقة شمالي الضفة ومواجهات بين فلسطينيين ومستوطنين وجنود إسرائيليين في منطقتي جنين ونابلس.
  • تصاعد التوتر في شمالي الضفة في أعقاب مقتل تلميذ اليشيفيا في بؤرة حومش الاستيطانية. أفراد الخلية الذين نفّذوا الهجوم هم من قرية سيلة الحارثية، وقد أُلقيَ القبض عليهم في عملية سريعة للجيش والشاباك.
  • المقصود تنظيم محلي، لكن حركة "حماس" تحاول الآن إشعال شمالي الضفة، حيث سيطرة الأجهزة الأمنية الفلسطينية ضعيفة، بواسطة إطلاق نار وعمليات "مقاومة شعبية" تشمل أعمال شغب ورشق حجارة وزجاجات حارقة ومسيرات شعبية وغيرها.
  • إذا نجحت "حماس" في إشعال شمالي الضفة، فمن الممكن أن تمتد النيران إلى سائر أنحائها، في ضوء ضعف السلطة الفلسطينية وغياب سيطرتها على عدد من المناطق؛ لذلك، كثف الجيش الإسرائيلي قواته في منطقتي جنين ونابلس، وفي المقابل، يقوم الشاباك بتحقيق مكثف للكشف عن مهاجمين أفراد أو خلايا مسؤولة عن الحوادث الأخيرة لإطلاق النار.
  • تشعر حركة "حماس" بأنها تراهن على "الحصان الجيد"، ومنذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، وقعت 15 حادثة إطلاق نار وطعن ودهس. المسؤول في "حماس" عبد الحكيم حنيني قال في 16 كانون الأول/ديسمبر إن "الثورة الشعبية في شمالي نابلس وجنين ستهزم بربرية المستوطنين واعتداءاتهم على الشعب الفلسطيني، كما ستهزم حكومة الاحتلال الفاشية". كذلك طالب حسين الشيخ، وهو أحد المسؤولين الكبار في الضفة ومن المقربين من رئيس السلطة، المجتمع الدولي بالدفاع فوراً عن الفلسطينيين في مواجهة المستوطنين.
  • يبدو أن "حماس" لا تريد في هذه المرحلة إشعال حدود قطاع غزة، بل تحديداً مناطق الضفة الغربية. لم تنتهِ "حماس" بعد من إعادة بناء قوتها العسكرية التي تضررت خلال عملية "حارس الأسوار"، وهي تريد البدء بإعادة إعمار القطاع وترميم أضرار الحرب الأخيرة.
  • من جهة أُخرى، أعلنت مصر بداية المرحلة الثانية من عملية إعادة إعمار القطاع، بعد أن أشرفت على المرحلة الأولى من العملية، من خلال إزالة ركام المنازل، التي دُمِّرت في الحرب الأخيرة، بواسطة طواقم تقنية وهندسية جاءت من مصر وعملت طوال عدة أشهر، ولا تزال تعمل الآن بفضل منحة لغزة قدرها 500 مليون دولار لبناء ثلاثة مجمعات سكنية في القطاع، يضم كل منها 3000 وحدة سكنية.
  • وأعلنت الأونروا أنها ستبدأ بإعادة بناء المنازل التي دُمِّرت بصورة كاملة في عملية "حارس الأسوار"، بدءاً من الشهر المقبل؛ وبالاستناد إلى مكتب المعلومات الحكومية في غزة، دُمِّر 1335 منزلاً بصورة كبيرة خلال الحرب الأخيرة في قطاع غزة في أيار/مايو، بينما أصيب 12889 منزلاً بأضرار جزئية.
  • وسيحصل قطاع غزة في الفترة المقبلة على تسهيلات اقتصادية إضافية من إسرائيل، ولا تريد "حماس" خسارتها. مصدر أمني كبير قال إن المؤسسة الأمنية تتوقع زيادة عدد تصاريح العمل لسكان القطاع في إسرائيل والسماح لهم بالمجيء إلى المسجد الأقصى للصلاة بعد خضوعهم لفحص أمني من الشاباك، والهدف ترسيخ وضع التهدئة في القطاع وتحريك ضغط شعبي هناك للتأثير في "حماس" ومنعها من تصعيد الوضع الأمني.
  • "حماس" تبحث عن وقود جديد من أجل إشعال الأرض وتحريض سكان الضفة الغربية، بالإضافة إلى حملة التحريض التي تقوم بها فيما يتعلق بالوضع في القدس الشرقية وفي الحرم القدسي الشريف.

توترات وسط الأسرى الأمنيين في السجون

  • التوترات بين الأسرى الأمنيين وسلطات السجون في إسرائيل يمكن أن تُستخدم، في رأي مسؤولي "حماس"، كمادة جيدة لإشعال الحريق والعنف في المناطق. موضوع الأسرى الأمنيين هو موضع إجماع لدى المجتمع الفلسطيني، ومن السهل استخدامه للقيام بعمليات على الأرض وعمليات احتجاج في السجون بحد ذاتها. وضع الأسرى الأمنيين في السجون الإسرائيلية متوتر منذ فرار الأسرى الستة من سجن جلبوع في 6 أيلول/سبتمبر هذا العام.
  • اليوم، هناك إضراب الأسير الأمني هشام أبو هواش عن الطعام، وهو أسير في الـ40 من العمر، من بلدة دورا في منطقة الخليل، معتقل إدارياً ومضرب عن الطعام منذ 132 يوماً، ونُقل أمس إلى مستشفى أساف الطبي. وتهدد حركة الجهاد الإسلامي بأن "إسرائيل ستدفع ثمناً غالياً" إذا حدث له أي مكروه.
  • بالاستناد إلى مصادر في القطاع، نقلت "حماس"، عبر الاستخبارات المصرية، رسائل إلى إسرائيل تحذرها من تصعيد الوضع على الحدود مع القطاع جرّاء التوترات التي وقعت في الأسبوع الماضي في سجن نفحا، بعد الحديث عن إساءة سلطات السجون إلى 5 أسيرات أمنيات، بعد هذا التوتر، أقدم أسير من "حماس" على طعن أحد السجّانين الإسرائيليين بأداة حادة، وهو ما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة نُقل في أثرها للمعالجة. ويدّعي الفلسطينيون أن 45 أسيراً أمنياً نُقلوا بعد الحادثة من سجن نفحا، وجرى توزيعهم على السجون في شتى أنحاء البلد.
  • التوترات في داخل السجون الإسرائيلية هي أيضاً نتيجة الحائط المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات بين إسرائيل و"حماس" بشأن صفقة جديدة لتبادل الأسرى. في الأسبوع الماضي، زار وفد استخباراتي مصري القطاع والتقى قيادة "حماس"، ثم نقل جواباً سلبياً من إسرائيل عن الاقتراح الأخير لـ"حماس" بشأن الصفقة.
  • التكتيك الذي تستخدمه "حماس" الآن هو المحافظة على الهدوء في القطاع من أجل ترميم أضرار الحرب وإشعال الضفة والقدس الشرقية، وقد نجحت في هذه الأثناء، بواسطة التحريض من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، في خلق موجة هجمات يعمل الشاباك والجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الفلسطينية معاً، ويبذلون جهداً كبيراً لوقف هذه الموجة ومنع امتدادها إلى كل مناطق الضفة الغربية.