القوات الإسرائيلية تقوم بحملة مطاردة كبيرة في الضفة الغربية في أعقاب مقتل مستوطن وجرح اثنين آخرين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

شهدت ليلة أمس عملية مطاردة واسعة النطاق في الضفة الغربية شاركت فيها وحدة الدوفدوفان ومقاتلو كتيبة المظليين 890 وكتيبة لواء غولاني، بحثاً عن مرتكبي الهجوم المسلح الذي وقع ليل الخميس في شمال الضفة الغربية وأدى إلى مقتل المستوطن يهودا ديمنتمان (25 عاماً) وجرح اثنين آخرين.

وذكر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي العميد ران كوخاف هذا الصباح أن القوى الأمنية اعتقلت عدداً من المشتبه بتورطهم في الهجوم، وقال: "نقوم بمطاردة جسدية، بمساعدة أفضل الوحدات لدينا، بالإضافة إلى مطاردة تكنولوجية مع الاستخبارات، وعثرنا على طرف خيط". وقال كوخاف، في مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن الهجوم الذي أدى إلى مقتل تلميذ الييشيفاه الشاب في بؤرة حومش هو الرابع خلال قرابة الشهر، وهو يختلف في أسلوبه عن محاولات الهجمات التي يقوم بها أفراد، وعن الهجمات التي حدثت في الأسابيع الأخيرة، إذ استُخدم فيه السلاح ونُصب كمين.

ويبدو أن فلسطينيين اثنين فتحا النار على سيارة كانت تنقل تلامذة ييشيفاه في بؤرة حومش الاستيطانية، وهو ما أدى إلى مقتل شاب وإصابة اثنين آخرين بجروح متوسطة وطفيفة. وبعد إطلاق النار، واصل السائق سيره ووصل إلى المستوطنة القريبة شافي - شومرون، حيث نُقل الجرحى إلى المستشفى للمعالجة.

وذكرت مصادر فلسطينية أمس أن مستوطنين رشقوا سيارات فلسطينيين بالحجارة بالقرب من مستوطنة يتسهار وكريات أربع. كما ذكرت الشرطة أن مجهولين قاموا، قبيل الفجر، برشق منزل أحد الفلسطينيين في بلدة فلسطينية وسط الضفة بالحجارة، الأمر الذي أدى إلى إصابة صاحب المنزل بجروح، وتسبّب بأضرار مادية كبيرة. وروى سكان المنزل ما جرى لصحيفة "هآرتس"، فقالوا إن المهاجمين جاؤوا إلى منزلهم قرابة الساعة الرابعة فجراً، ودقوا على الباب، مدّعين أنهم من الجيش، وكان بعضهم يرتدي بزة عسكرية. ولم يكن موجوداً في المنزل سوى وائل محمد وزوجته سميحة. وعندما فتح الباب هجموا عليه وبدأوا بضربه وضرب زوجته بالعصي، ورشقوهما بالغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل، وحطموا محتويات المنزل، وصرخوا بهما يتهمونهما بأنهما مخربان ودمويان.

تجدر الإشارة إلى أن بؤرة حومش أقيمت بعد تفكيك المستوطنات، كجزء من خطة الانفصال عن غزة في سنة 2005. وهي محاطة بقرى فلسطينية ومعزولة عن سائر المستوطنات، ويشهد المكان مواجهات كثيرة بين المستوطنين والفلسطينيين الذين يسكنون في المكان.

وهذه الليلة، أقام المستوطنون بؤرة جديدة بالقرب من كريات أربع، اسمها "نوفي يهودا"، على اسم القتيل يهودا ديمنتمان. والبؤرة لها علاقة بحركة نحالة التي أقامت بؤرة أفيتار. ودعا المستوطنون الجمهور إلى القدوم يوم السبت إلى بؤرة حومش لإثبات وجودهم بعد الحادث. كما يتواجد حالياً في البؤرة مئات الأشخاص الذين يدعون إلى الانتقام لمقتل يهودا. من المنتظر أن يشارك في التشييع أعضاء الكنيست، إيتمار بن غفير من حزب قوة يهودية، وبتسلئيل سموتريتش، وأوريت ستروك، وسمحا روتمان من حزب الصهيونية الدينية، ونير بركات من الليكود.