قام رئيس الحكومة نفتالي بينت أمس بجولة على جنوب البلد في ظل تصاعُد حوادث العنف والجريمة في المنطقة، ومما قاله خلالها: "منذ تأليف الحكومة اعتبرنا محاربة العنف المتفشي في المجتمع العربي هدفاً قومياً. وهذا ليس مجرد كلام فقط، بل يمس حياة الفرد والأمن الشخصي المفقود لسكان الجنوب. لقد زدنا عدد قواتنا، وخصصنا ميزانية كبيرة جداً، ووضعنا خطة وطنية نعمل على تطبيقها معاً على الأرض".
رافق بينت في جولته عدد من الوزراء وكبار المسؤولين في الشرطة، واستمع خلالها إلى الحاجات والصعوبات التي يواجهها رؤساء المجالس المحلية في الجنوب. وقال بينت أنه بعد أعوام من الإهمال، بلغت الجريمة في المجتمع العربي أحجاماً لا يمكن تحمّلها، وأن إسرائيل انتقلت من الدفاع إلى الهجوم. ووجّه رسالة إلى سكان الجنوب قائلاً: "سكان بئر السبع وراهط شأنهم كشأن تل أبيب. سنواصل العمل لإعادة الشعور بالأمان إلى سكان الجنوب".
نائب رئيس الحكومة ووزير العدل جدعون ساعر قال خلال الجولة: "يجب زيادة أعداد الشرطة بصورة كبيرة، فالزيادة الحالية لا تتلاءم مع الزيادة الديموغرافية المتسارعة في المجتمع الإسرائيلي. كما يجب الاستعانة بالشرطة البلدية، وبالسلطات المحلية القوية وتوسيع صلاحياتها."
وتجدر الإشارة إلى أن مركز الأبحاث والمعلومات في الكنيست كشف في الشهر الماضي أن معدل الجريمة في لواء الجنوب هو الأعلى في البلد. وبالاستناد إلى التقرير الصادر في سنة 2020، في لواء الجنوب فقط هناك 58.244 ملفاً للتحقيق، وهو ما يوازي 22 % من مجموع ملفات التحقيق في الشرطة في كل إسرائيل في ذلك العام. كما بلغت الاعتقالات في لواء الجنوب 10.111 معتقلاً، وهو ما يشكل 22% من العدد الإجمالي للمعتقلين في سنة 2020.
من جهة أُخرى، نقل مراسل صحيفة "هآرتس" (6/12/2021) الانتقادات الشديدة التي وجّهها رؤساء السلطات المحلية البدوية في جنوب البلد إلى الكلام الذي أدلى به بينت عندما نظر إلى بلدة راهط وقال "إن إسرائيل انتقلت من الدفاع إلى الهجوم"، وبصورة خاصة كلامه: إن في النقب "ميليشيات تعمل كما في الغرب المتوحش". وقال رئيس بلدية راهط فايز أبو صهيبان للصحيفة إنه يأسف لأن رئيس الحكومة يتعامل مع مدينة راهط كأنها مجتمع مغلق وخطِر، بينما راهط هي ثاني أكبر مدينة في جنوب البلد وفي المجتمع العربي. وأضاف: "لقد كان من الأجدى أن يتجول رئيس الحكومة في راهط ويستمع إلى المشكلات في مجالات السكن والبنى التحتية، بدلاً من أن يتعامل معنا كأننا مشكلة أمنية".
رئيس مجلس منطقة القيصوم سلامة الأطرش قال للصحيفة إن كل تصرفات الحكومة هي نتاج التحريض على البدو في الجنوب. وهاجم الأطرش بشدة أعضاء الكنيست من حزب راعم، مطالباً إياهم بمحاربة التحريض ضد البدو واستغلال فرصة وجودهم في الائتلاف الحكومي لمنع الإساءة إليهم؛ وختم قائلاً: "إذا لم يتمكنوا من فعل ذلك، فعليهم أن يستقيلوا".