ذكر التلفزيون الرسمي السوري أمس أن إسرائيل هاجمت من الجو هذه الليلة (الاثنين - الثلاثاء) منطقة المرفأ البحري في مدينة اللاذقية شمال غرب سورية. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن المضادات الجوية تصدت للهجوم وتمكنت من اعتراض معظم الصواريخ، وقد سُمعت أصداء الانفجارات في المنطقة.
وذكر مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء السورية "سانا" أنه قرابة الساعة الواحدة و23 دقيقة شنّت إسرائيل هجوماً جوياً من البحر المتوسط في اتجاه جنوب غربي مدينة اللاذقية، مستهدفاً منطقة الحاويات في المرفأ التجاري، وهو ما أدى إلى اندلاع الحرائق في عدد من الحاويات عملت فرق الاطفاء على اخمادها.
وتعليقاً على النبأ كتب المحلل العسكري في الصحيفة رون بن يشاي أن الهجوم الأخير المنسوب إلى إسرائيل على مرفأ اللاذقية هو الأول الذي يستهدف مرفأ مركزياً يخدم نظام بشار الأسد في سورية. وبحسب المحلل فإن الهجوم استهدف شحنات سلاح إيرانية تشمل صواريخ دقيقة ومعدات لإنتاج صواريخ دقيقة موجهة إلى حزب الله في لبنان وإلى الميليشيات الشيعية التي تعمل في أراضي سورية. وفي رأيه أن الإيرانيين استخدموا حاويات تشحن بضائع مدنية من جميع الأنواع لنقل معدات صناعية كبيرة الحجم أو أنظمة دفاع جوي لا يمكن تفكيكها إلى قطع صغيرة أو نقلها بالشاحنات أو الطائرات. وهو يرّجح أن الحاويات التي تعرضت للهجوم تحتوي على أنظمة دفاع جوي يحاول الإيرانيون تهريبها إلى النظام في سورية بموجب عقد دفاعي جرى توقيعه قبل عامين بين البلدين.
وختم المحلل كلامه قائلاً إنه إذا صح أن الهجوم هو من عمل سلاح الجو الإسرائيلي فهو بمثابة رسالة واضحة إلى نظام الأسد مفادها أن إسرائيل لن تتردد في ضرب القلب النابض للقاعدة الاقتصادية والعسكرية في سورية والقاعدة القوية للنظام السوري إذا سمح الأسد للإيرانيين بمواصلة تهريب الأسلحة، وترسيخ تمركزهم العسكري هناك.