إسرائيل وتركيا: ما حدث لا يبعث على النشوة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • نهاية جيدة وكل شيء جيد. الزوجان أوكنين أُطلِق سراحهما من السجن التركي وعادا إلى منزلهما بعد 8 أيام صعبة عاشاها وعاشها أفراد عائلتيهما. من حسن الحظ انتهت القضية قبل أن تحول وسائل الإعلام الإسرائيلية "العاصفة في فنجان" إلى تسونامي كان يمكن أن يُبقي الزوجين في السجن فترة طويلة، وربما يؤدي إلى انهيار العلاقات الإسرائيلية - التركية.
  • الآن انتقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية من حالة الكآبة إلى النشوة، وحلت محل التقديرات بشأن أزمة عميقة في العلاقات بين أنقرة والقدس توقعات وردية لا علاقة لها بالواقع تتحدث عن عودة متوقعة للحرارة في العلاقات بين الدولتين.
  • الحقيقة البسيطة هي أن لهذه العلاقات سقفاً من زجاج لا يمكن ومن غير المفيد كسره. تحت هذا السقف توجد شبكة علاقات معقولة ومقبولة وهي أفضل من علاقات إسرائيل مع دول أُخرى في المنطقة. فمتى زار سياح إسرائيليون، مؤخراً، القاهرة أو عمّان بأعداد كبيرة؟ شبكة العلاقات هذه يجب المحافظة عليها ودفعها إلى الأمام، لكن يجب ألّا نتوقع أن في استطاعتنا تحقيق أكثر من ذلك.
  • في الحقيقة، تحولت إسرائيل وتركيا في تسعينيات القرن الماضي إلى حليفين قريبين، وكان بينهما تعاون وثيق، في الأساس في المجال العسكري والأمني. بالإضافة إلى ذلك، ازدهرت العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتحولت تركيا إلى هدف مفضّل للسياح الإسرائيليين.
  • لكن منذ صعود أردوغان إلى الحكم في أنقرة في مطلع الألفية الثانية واجهت العلاقات بين الدولتين أزمة مستمرة، وتحولت إلى رهينة الصعود والهبوط في العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، وكل حادث يجري في الضفة الغربية والقدس، أو في قطاع غزة، كان يقود أردوغان إلى الهجوم على إسرائيل، والوصول أحياناً إلى حدود العداء للسامية، وإلحاق الضرر بدرجة تمثيلها الدبلوماسي في أنقرة وإستانبول.
  • لكن في الوقت عينه لم يتجاوز أردوغان الحدود وامتنع من المس بالعلاقات الاقتصادية بين الدولتين، التي استمرت في النمو والازدهار. وهذا الأسلوب يكرره أردوغان في علاقاته مع الدول الأُخرى في العالم، وعلى رأسها الدول الأوروبية والولايات المتحدة التي يهاجمها بشدة، لكنه في المقابل يحرص على عدم المس بالعلاقات الاقتصادية معها.
  • لكن لهذه السياسة ثمن أيضاً. الاقتصاد التركي في حالة انهيار ومنظومة العلاقات مع الولايات المتحدة في أزمة، وهو يعمل على تحسين علاقاته مع مصر تحت حكم الجنرال عبد الفتاح السيسي، ومستعد من أجل هذه الغاية لطرد الإخوان المسلمين الذين قدم لهم ملجأً في تركيا. كما أنه مستعد لأن يستقبل ولي عهد دولة الإمارات استقبال الملوك، وهو الذي استدعى قبل عام فقط سفيره من أبو ظبي، احتجاجاً على اتفاقات أبراهام.
  • لكن يبقى أردوغان سياسياً من الصعب توقُّع ردات فعله، ويمكن الافتراض أنه عندما تنشب الأزمة المقبلة في العلاقة بين إسرائيل والفلسطينيين فإن "أردوغان سيقفز مرة أُخرى".
  • هذا لا يعني أنه يجب التخلي عن تركيا. فوجود حوار بشأن مسائل أمنية إقليمية هو أفضل دائماً من القطيعة. يجب أن نبذل كثيراً من أجل الدفع قدماً بالعلاقات الاقتصادية بين الدولتين. يجب فقط أن نعرف حدود الموضوع، وبالتأكيد يجب ألّا نتنازل، في مقابل الحوار مع أنقرة، عن شبكة العلاقات والتحالفات في مجالات الاقتصاد والطاقة والأمن، التي أقامتها إسرائيل مع قبرص واليونان ومصر. بدلاً من ذلك، فلتتفضل أنقرة وتصبح شريكة مرغوباً فيها إلى جانب كل هؤلاء.