نصف عام على عملية "حارس الأسوار"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • هذا الأسبوع يمر نصف عام تماماً على عملية "حارس الأسوار"، وهي فترة زمنية كافية للنظر إلى الوراء وبلورة خلاصات موقتة للقتال الذي استمر 12 يوماً: ماذا حققت إسرائيل في مواجهة "حماس"؟ وما هي التحديات التي تواجه الطرفين اليوم؟
  • من الناحية العملانية، من الواضح أنه كان يمكن تحقيق أكثر من ذلك. عملية المترو "برق أزرق" فشلت. ونعتقد أنه قُتل خلالها 4 عناصر من "حماس" فقط. في الإجمال، قُتل خلال العملية 100 مسلح من "حماس" والجهاد الإسلامي. لم يكن تقدير الاستخبارات بشأن نيات "حماس" صحيحاً، فقد بدأت "حماس" جولة القتال بإطلاق صواريخ في اتجاه منطقة القدس، كما وقعت في هذه الأثناء أعمال شغب في المدن المختلطة.
  • لكن إذا نظرنا إلى نصف العام الذي مرّ منذ العملية، فتُظهر الأرقام أن عملية "حارس الأسوار" حققت أكبر فترة هدوء مقارنة بالعمليات العسكرية السابقة للجيش الإسرائيلي في غزة. خلال هذه الفترة الزمنية أُطلقت 5 صواريخ فقط من غزة على إسرائيل. وهذا هو العدد الأقل مقارنة بالعمليات الأُخرى. في فترة نصف العام الذي تلا عملية الرصاص المسبوك (2008-2009) أُطلق نحو 200 صاروخ على إسرائيل. وبعد عملية عمود سحاب (2012) أُطلق نحو 70 صاروخاً، وبعد الجرف الصامد (2014) نحو 20 صاروخاً.
  • من المهم الإشارة إلى أنه بعد عملية الجرف الصامد جرت المحافظة على هدوء نسبي طويل حتى سنة 2018. التراجع في إطلاق الصواريخ منذ عملية "حارس الأسوار" يترافق مع سياسة رد جديدة للجيش الإسرائيلي بهجمات تأتي عقب إطلاق قذائف وبالونات مشتعلة. يجب أن نتذكر أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية - بما فيها غوش دان - تعرضت لهجوم حاد خلال عملية "حارس الأسوار".
  • في آب/أغسطس وقعت حادثة عنيفة وخطرة على الحدود مع القطاع قُتل فيها أحد عناصر حرس الحدود، برئيل شمولي، عندما أطلق فلسطيني النار عليه من مسافة قريبة. كان من الممكن منع الحادث مع انتشار تكتيكي صحيح على السياج. لكن الحادث لم يؤد إلى اشتعال المنطقة بسبب الرغبة في مواصلة خطة التسوية.
  • بينما يسود الهدوء في غزة، كان الوضع في الضفة الغربية عاصفا نسبياً: فرار الأسرى من سجن جلبوع وإلقاء القبض عليهم، وعلى خلايا تابعة لـ"حماس" والجهاد الإسلامي، وفي المحصلة قُتل نحو 30 مسلحاً من دون ردات فعل عسكرية من غزة. بالإضافة إلى ذلك، المال القطري لم يدخل إلى القطاع في الحقائب، وحتى الآن لم يُتفق على آلية لتحويل الرواتب إلى الموظفين، وعلى الرغم من ذلك لم تُطلَق صواريخ.
  • في الجيش يشيرون إلى 3 أسباب للهدوء: ارتداع "حماس"؛ التسهيلات الإنسانية؛ التفاؤل بتحسُّن الوضع في المستقبل؛ رغبة التنظيمات المسلحة في إعادة بناء قوتها قبل المواجهة المقبلة. والسؤال هل الوضع الاقتصادي في غزة سيتحسن، لأن المشكلات في القطاع عميقة كما هو معروف؟
  • يحيى السنوار مهتم بالتسوية، في رأي قيادة الجيش الإسرائيلي. لكن بعكس ما نُشر، لا يوجد تقدُّم في مسألة المفقودين والأسرى. وحكومة إسرائيل ليست مستعدة لقبول صفقة تطلق سراح أسرى فلسطينيين أيديهم ملطخة بالدماء.
  • ثمة مصلحة للطرفين في استمرار الهدوء الحالي. فكما هو معروف، تعمل "حماس" على إعادة بناء قوتها من جديد وتحاول إنتاج صواريخ، وفي الأساس تحاول إيجاد خطط هجومية جديدة، لأن خططها فشلت كلها في عملية "حارس الأسوار": الأنفاق؛ الطائرات من دون طيار؛ وعبر البحر؛ أيضاً صاروخ مضاد للطائرات. بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي، التحدي الآن هو تجديد بنك الأهداف، لأنه لا يمكن خوض عملية من دون أهداف نوعية.
  • كالعادة، تبقى منطقة القطاع حساسة وقابلة للانفجار. بعد مرور نصف عام على عملية "حارس الأسوار" يمكن القول إن الهدوء لا يزال سائداً. لكن الطرفين يدركان أن بدء الحرب هو مسألة وقت.