تقرير: ليبيا ستنضم إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل في حال فوز اللواء خليفة حفتر في الانتخابات الرئاسية التي ستجري الشهر المقبل
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

قال الوزير السابق في حكومة بنيامين نتنياهو أيوب قرّا في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الخميس) إنه عقد عدة لقاءات سرية مع قيادات سياسية ليبية بارزة في جزيرة رودس اليونانية في أثناء توليه منصب وزير في الحكومة الإسرائيلية، مشيراً إلى أنها تمحورت حول موضوع تطبيع العلاقات بين ليبيا وإسرائيل في المستقبل.

وادعى قرّا أيضاً أن الرئيس الليبي السابق معمر القذافي كان لديه رغبة في توقيع اتفاقية تطبيع مع إسرائيل.

وجاءت أقوال قرّا هذه في إثر وصول معلومات من مصادر موثوق بها إلى صحيفة "يسرائيل هيوم" تفيد بأن دولة عربية خامسة في منطقة الشرق الأوسط من المتوقع أن تنضم إلى "اتفاقيات أبراهام" وتقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهذه الدولة هي ليبيا، وأن التطبيع معها سيتم في حال فوز اللواء المتقاعد خليفة حفتر في الانتخابات الرئاسية الليبية التي ستجري يوم 24 كانون الأول/ديسمبر المقبل.

كما كُشف النقاب الأسبوع الماضي عن هبوط طائرة في مطار بن غوريون الدولي كان على متنها صدام حفتر نجل اللواء المتقاعد حفتر الذي ينافس على الانتخابات الرئاسية الليبية.

وكان مقربون من اللواء حفتر أكدوا في الماضي أن هذا الأخير سيعمل على تطبيع علاقات ليبيا مع إسرائيل في حال فوزه في انتخابات الرئاسة في هذا البلد. كما أشارت عدة مصادر ليبية إلى أن حفتر تحدث في أكثر من مناسبة عن رغبته في تطبيع العلاقات بين ليبيا وإسرائيل، وكرّر أكثر من مرة أنه سيعمل على تحقيق ذلك في حال فوزه في انتخابات الرئاسة الليبية. ووفقاً لهذه المصادر، أكد حفتر للمقربين منه أن التطبيع مع إسرائيل من شأنه أن يساهم في إعادة إعمار ليبيا في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية، لكن المصادر نفسها أوضحت في الوقت عينه أن التطبيع سيكون على مراحل. كما أوضحت أن أي حديث أو تواصل مع إسرائيل في المرحلة الحالية من شأنه أن يمسّ بفرص حفتر في الفوز في انتخابات الرئاسة، وذلك بسبب العداوة التقليدية السائدة في صفوف الشعب الليبي حيال إسرائيل، وبسبب النظر إليها عموماً باعتبارها عدواً. وهذا ما أكده كذلك مسؤول في الحملة الانتخابية لحفتر، والذي قال للصحيفة: "من المبكر الآن الحديث عن اتفاق تطبيع مع إسرائيل وكيف سيبدو؛ فقبل كل شيء يجب انتخاب حفتر للرئاسة ونحن على يقين من أن ذلك سيحدث. في الوقت الحالي لا مصلحة لنا في إثارة مسألة العلاقات المستقبلية مع إسرائيل، كون الجمهور في ليبيا لديه عداء تقليدي تجاهها، وأية أحاديث في هذا الشأن يمكن أن تُلحق ضرراً باحتمالات فوز حفتر في الانتخابات".

ويحظى حفتر بتأييد الولايات المتحدة ومصر والسعودية وجهات غربية أُخرى.

من ناحية أُخرى علمت "يسرائيل هيوم" أيضاً بأن المرشحيْن الأوفر حظاً للفوز في انتخابات الرئاسة الليبية، وهما اللواء حفتر وسيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، يستعينان بخدمات المستشار الإعلامي نفسه، وهو مستشار إسرائيلي لديه خبرة غنية في إدارة حملات انتخابية في دول أفريقيا وشرق أوروبا والبلقان.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول من الإمارات العربية المتحدة مقرّب من كلا المرشحين المذكورين للرئاسة الليبية قوله: "في كل ما يتعلق بالرغبة وحاجة ليبيا إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل والانضمام إلى ’اتفاقيات أبراهام’، هناك إجماع بين المرشحيْن على هذا. وقد صرّحا في الماضي بأن التطبيع مع إسرائيل وارد بقوة ضمن حساباتهما، كما أكدا مرات كثيرة خلال محادثات مغلقة مع مقربين منهما أنهما سيعملان بجد أكبر لتحقيق هذا الغرض". 

وأضاف المسؤول الإماراتي: "مع ذلك، في حال تم انتخاب أحد المرشحيْن للرئاسة وانضمام ليبيا إلى ’اتفاقيات أبراهام’، فسنكون أمام تطبيع علاقات مختلف عن ذلك الذي حدث مع الإمارات والبحرين والمغرب. إن خرجت العملية إلى حيّز التنفيذ فإنها ستجري بوتيرة بطيئة للغاية بصورة تشبه اتفاق التطبيع الآخذ بالتشكل بين إسرائيل والسودان".