إسرائيل تصعّد صراعها ضد تمركُز إيران في سورية
تاريخ المقال
المصدر
مركز القدس للشؤون العامة والسياسة
تأسس المعهد في سنة 1976، وهو متخصص في الدراسات السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية. يترأس المعهد، حالياً، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة دوري غولد. ينشر المركز مقالات يومية يمكن الاطلاع عليها باللغتين العبرية والإنكليزية على موقعه الإلكتروني. كما تصدر عنه سلسلة من الكتب، ويمتاز بمواقفه التي تتماهى مع اليمين في إسرائيل.
- هذا الأسبوع جرى تذكير الجمهور الإسرائيلي بخطورة المسيّرات الإيرانية التي تعمل "حماس" على تحسينها، وأجرت تجربة تحليق لها بالقرب من سواحل غزة، رصدها سلاح الجو الإسرائيلي واعترضها بواسطة منظومة "القبة الحديدية".
- في الجيش الإسرائيلي يشعرون بقلق شديد؛ فالجهات الاستخباراتية لاحظت توجهاً إيرانياً لتهريب مئات المسيّرات الهجومية التي تطورها إيران كي يستخدمها وكلاؤها في سورية والعراق واليمن ولبنان وقطاع غزة.
- شحنات إيرانية من المسيّرات والصواريخ المتطورة تأخذ طريقها من إيران إلى سورية، جزء منها يُنقل إلى الميليشيات الموالية لإيران في سورية، والباقي يُرسل إلى حزب الله في لبنان.
- أحد السيناريوهات التي تُقلق الجيش الإسرائيلي هو أن تتعرض إسرائيل لهجوم بأسراب من المسيّرات الإيرانية من كل الاتجاهات، بالإضافة إلى إطلاق عشرات الآلاف من الصواريخ من لبنان وقطاع غزة. وتُعتبر المسيّرات الإيرانية دقيقة جداً وأكثر خطراً من الصواريخ، من حيث قدرتها على إلحاق الضرر.
- تقول جهات أمنية رفيعة المستوى إن إسرائيل لن تسمح بانتقال وسائل قتال من إيران إلى سورية تُعتبر في اللغة الأمنية "كسراً للتوازن".
- على خلفية هذه التطورات، قال وزير الدفاع بني غانتس في افتتاح مصنع "رفائيل" في شلومي: "نعمل على نطاق واسع في مواجهة محاولات تعاظُم القوة العسكرية وخرق التوازن في المنطقة، لن نسمح لحزب الله ووكلاء إيران بالتزود بالمسيّرات التي تمس بالتفوق الإسرائيلي في المنطقة".
- إذا كانت هذه هي حقيقة الوضع، يجب ألا نستغرب تصاعُد حدة الهجمات في الأسابيع الأخيرة على أهداف إيرانية في سورية بواسطة طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، ومن خلال صواريخ دقيقة وبعيدة المدى. استخدام هذه الصواريخ يسمح باستخدام نيران دقيقة بصورة مفاجئة، من دون أن تكشف الرادارات تحليق طائرات في الجو.
- وبالاستناد إلى وسائل إعلامية أجنبية، الأهداف التي قُصفت هي: مصنع لإنتاج الصواريخ في منطقة طرطوس؛ مخازن سلاح متطور تابع لحزب الله؛ منظومات دفاع جوي تابعة للميليشيات الموالية لإيران في سورية؛ قوافل كانت تنقل مسيّرات وصواريخ من سورية إلى لبنان.
- تلتزم إسرائيل الصمت في وسائل الإعلام وتزيد في وتيرة الهجمات في سورية، وبالاستناد إلى مصادر أجنبية، نفّذت 7 هجمات على الأقل في الشهر الماضي ضد أهداف إيرانية في سورية. وفي رأي مصادر مطّلعة، إن زيادة الوتيرة هي نتيجة "ضوء أخضر" أعطاه الرئيس بوتين لرئيس الحكومة نفتالي بينت خلال لقائهما الأخير في سوتشي، ورغبة إسرائيلية في مهاجمة أكبر عدد من الأهداف قبل حلول فصل الشتاء.
- بالاستناد إلى مصادر أمنية في إسرائيل، يحاول الإيرانيون حالياً استخدام أسلوب جديد، فهم يرسلون منظومات دفاع جوي إلى الميليشيات الموالية لهم في سورية كي تتمكن من الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الجوية الإسرائيلية، كما يسعون لتهريب شحنات الصواريخ عبر طرق قريبة من منشآت الجيش الروسي، حيث توجد بطاريات دفاع جوي تجعل من الصعب على إسرائيل مهاجمتها، في هذه الأثناء تحرص إسرائيل على الابتعاد عن قواعد الجيش الروسي في أثناء هجومها على أهداف إيرانية في سورية.
- بحسب مصادر سياسية في القدس، إسرائيل لا تحاول زعزعة استمرار حكم الرئيس بشار الأسد في سورية، وتدرك أن المحافظة على بشار الأسد هي مصلحة عليا بالنسبة إلى الروس، فهو الذي يمنحهم الشرعية للبقاء في سورية مع قواعد عسكرية ومع مرفأ بحري.
- الرئيسان بشار الأسد وبوتين يقدمان الوجود العسكري الروسي في سورية أمام المجتمع الدولي بأنه وجود لـ"مستشارين عسكريين" هم بمثابة "ضيوف" على النظام السوري، ولا تريد إسرائيل الاختلاف مع روسيا في هذا الشأن، وهي تحرص على عدم مهاجمة أهداف عسكرية يمكن أن تعرّض نظام الأسد للخطر، شرط ألّا يعرقل هذا الأخير هجوم سلاح الجو على أهداف عسكرية إيرانية في سورية. هذا هو الخطر الحقيقي بالنسبة إلى إسرائيل، وهي تركز عليه.
- أقل ما يقال إن روسيا ليست متحمسة للوجود العسكري الإيراني في سورية، وإيران غارقة بصورة عميقة في سورية على المستويين الاقتصادي والعسكري، ومن خلال نشر ميليشيات موالية لها في مناطق استراتيجية، مثل منطقة درعا جنوب الأردن.
- ربما هذا هو أحد الأسباب التي دفعت الرئيس بوتين إلى إعطاء إسرائيل "ضوءاً أخضر" لمواصلة هجماتها الجوية في سورية. وكان الرئيس بوتين سبق أن تعهد للرئيس السابق بنيامين نتنياهو العمل على إبعاد القوات الموالية لإيران، والموجودة بالقرب من الحدود السورية - الإسرائيلية، إلى مسافة 80 كيلومتراً، لكن هذا لم يحدث. لذلك، إسرائيل مضطرة إلى التحرك من أجل تحقيق ذلك، وحتى الآن نجحت في إحباط محاولات إيران وحزب الله إقامة شبكة تخريبية في جنوب هضبة الجولان.