مساعٍ مصرية لوقف إطلاق نار طويل الأجل في قطاع غزة واستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف
  • هذا الأسبوع في غلاسكو، وفي مكان قريب من المركز الإعلامي الصاخب في مقر المؤتمرات الضخم، جلست مجموعة من الشبان المصريين، تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عاماً، علّقوا على ستراتهم دبابيس تشير إلى أنهم من الوفد المصري الرسمي، وجلس قبالتهم رجل كبير في السن يتحدث بصبر ولطف. إنه وزير الاستخبارات المصري الجنرال عباس كامل، أقوى رجل في مصر بعد الرئيس السيسي، والذي تصفه الصحف المصرية بـ "ظل الرئيس" أو "كاتم أسراره".
  • كامل هو الشخص الذي يرسله السيسي للاجتماع برئيس الحكومة بينت، وهو الذي على صلة وثيقة بالسنوار في قطاع غزة، وهو الذي يستضيف صالح العاروري وخالد مشعل عندما يأتيان إلى القاهرة. وقفنا إلى جانبه أنا وزميلي باراك رابيد وانتظرنا انتهاءه من كلامه. الرجال من حوله طرحوا عليه أسئلة طويلة، وفي بعض الأحيان عنيفة. رد كامل عليها، الواحد تلو الآخر، من دون تسرُّع. بعدها خرج وزير الاستخبارات المصرية في فرصة قصيرة للتدخين، وخرجنا وراءه. قدمنا له أنفسنا كصحافيين من إسرائيل، وبتهذيب مصري معروف قدم لنا سيجارة قائلاً: "أنا لست مدخناً، لكن أحياناً، وفي حديث مع طرف إقليمي مهم هناك استثناءات"، بدا المسؤول المصري الرفيع المستوى مرتاحاً، وهكذا بدأ الحديث.
  • أظهر كامل حكمة دبلوماسية، فهو لم ينطق بكلمة سيئة عن أحد، وعندما سأله زميلي رابيد عن الفجوة بين نتنياهو وبين بينت أجابه، مشيراً بيديه إلى أنها مثل الفارق بين السماء والأرض، وضحك ولم يتفوه بكلمة واحدة. لكنه أبدى استعداده للحديث عن أشياء كثيرة أُخرى بصورة علنية. ففي رأيه، العلاقات بين مصر وإسرائيل "ممتازة"، والاجتماع بين بينت والسيسي في شرم الشيخ كان جيداً جداً، والرجلان وجدا لغة مشتركة بينهما.
  • أخبرنا بأنه سيأتي إلى إسرائيل في نهاية الشهر الحالي، وشرح التحرك المصري المتعلق بقطاع غزة، وإعادة إعمارها، واستعادة الإسرائيلييْن اللذين تحتفظ بهما "حماس" أبراهام منغستو وهاشم شعبان السيد، وحل مسألة جثمانيْ الجنديين أورون شاوول وهدار غولدين، وإمكانات التهدئة ووقف إطلاق نار طويل الأجل، وصولاً إلى تسوية. في رأيه أيضاً، يجب القيام بكل ذلك في وقت واحد.
  • قال كامل: "لا معنى للقيام بذلك على مراحل، ولا ضرورة لصفقة على مراحل. يجب أن يكون هناك عملية واحدة: إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الصغار في السن، والنساء، والكبار في السن، وفي المقابل تهدئة طويلة الأمد".
  • في الأشهر الأخيرة تقدم مصر إلى "حماس" تسهيلات عبر معبر رفح في محاولة منها للمساهمة في استقرار الوضع في القطاع اقتصادياً؛ وفيما يتعلق بالمواجهة مع إسرائيل، قال كامل إن مصر تعمل على مسألة التسوية "ليلاً ونهاراً"، وهي على تواصُل دائم مع الإسرائيليين والفلسطينيين. وامتنع من قول كلمة واحدة عن "حماس".
  • بالإضافة إلى ذلك، قال وزير الاستخبارات المصري أنه يتعين على إسرائيل البدء بالدفع قدماً بالمفاوضات السياسية مع السلطة والتقدم درجة درجة، وهلمّ جراً". وأضاف "المطلوب تقديم المزيد من التسهيلات على المعابر، ودخول المزيد من العمال، وتوسيع منطقة الصيد". وفي ضوء رفض حكومة بينت الشديد لإطلاق سراح العديد من الأسرى الفلسطينيين الأمنيين كما تطالب "حماس"، يبدو أن القاهرة تدرك أن المطروح الآن هو تقديم تسهيلات وتسوية محدودة.
  • وتحدث وزير الاستخبارات عن المحاولة المصرية لإقناع السلطة الفلسطينية بالعودة بطرق مختلفة إلى التواجد السياسي في قطاع غزة، واستعادة شرعيتها والقوة التي خسرتها لمصلحة "حماس". ووافق معي عندما قلت إن "حماس" لن تسمح بحدوث ذلك.
  • تحاول مصر طوال الوقت الدفع قدماً بمشروع حكومة وحدة فلسطينية. وعندما سألنا الوزير المصري عن رأيه في حكومة بينت - لبيد في إسرائيل قال: "هذه الحكومة يمكننا العمل معها. هناك أطراف تشدها نحو اتجاهات مختلفة للغاية، لكن يسرنا بقاءها".
  • تركنا الوزير بعد أن همس رجاله في أذنه ببضع كلمات. اعتذر الجنرال قائلاً إن لديه اجتماعاً آخر. فشكرناه بالعربية.
  • لقد كان حديثاً طبيعياً للغاية بين صحافيين وبين مسؤول رفيع المستوى في دولة مجاورة، وهذا مشهد غير مسبوق يدل على الوضع الحالي للعلاقات  الجيدة  بين القاهرة والقدس.

 

 

المزيد ضمن العدد 3669