قالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أجرى أمس (الأربعاء) محادثة هاتفية حادة مع وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس احتج خلالها على قرار الموافقة على تخطيط وإقامة أكثر من 3100 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات الإسرائيلية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية].
وأضافت هذه المصادر نفسها أن المحادثة الهاتفية بين بلينكن وغانتس كانت بمثابة ردة الفعل الأشد التي نقلت فيها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الحكومة الإسرائيلية استياءها من قرار تشجيع أعمال البناء الجديدة في المستوطنات، وذلك بعد تبادل رسائل أكثر هدوءاً، وكذلك رسائل عامة من الناطق بلسان وزارة الخارجية في واشنطن.
ووفقاً لتلك المصادر، ردّ غانتس على بلينكن خلال المحادثة بأنه قلّل قدر الإمكان من عدد الوحدات السكنية التي كان من المخطّط إقامتها في مستوطنات الضفة الغربية، وشدّد غانتس أيضاً على أنه يتفهم حساسية إدارة بايدن حيال المستوطنات، وعلى أنه سيأخذ هذه الحساسية بعين الاعتبار لدى اتخاذ أي قرارات مستقبلية بشأن هذا الموضوع. كما أكد غانتس لبلينكن أنه إلى جانب النقاش بشأن المستوطنات والجدل حول سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاهها ستقوم الحكومة الإسرائيلية بتقوية السلطة الفلسطينية، وبتحسين ملحوظ لحياة الفلسطينيين في الضفة الغربية، وأشار إلى أنه وافق على خطط لإقامة 1300 وحدة سكنية للفلسطينيين في الضفة الغربية، وهذا لم يحدث منذ أكثر من عقد.
وعلى الرغم من هذه المحادثة الهاتفية فإن المجلس الأعلى للتخطيط والبناء التابع للإدارة المدنية في المناطق [المحتلة]عقد أمس اجتماعاً للمرة الأولى منذ أكثر من عام صادق فيه على خطط تعزيز البناء في مجموعة كبيرة من المستوطنات في الضفة الغربية.
وشجبت السلطة الفلسطينية مصادقة إسرائيل على بناء أكثر من 3100 وحدة سكنية في المستوطنات، معتبرةً القرار خطوة أحادية الجانب تهدد ما تبقى من فرص تحقيق حل الدولتين. وطلبت السلطة في بيان صادر عنها أمس من الإدارة الأميركية التدخل في القضية وتنفيذ ما تعهدت به من رفضٍ للاستيطان والإجراءات الأحادية الجانب.
وأكدت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية في بيان لها أن الحكومة الحالية ليست حكومة تغيير، بل حكومة يمين كاملة تختار تجاهُل الولايات المتحدة الدولة الصديقة لإسرائيل لإرضاء أقلية من المستوطنين، ودعت حزبيْ العمل وميرتس إلى وقف هذا القرار من أجل إنقاذ حل الدولتين.