تقرير: إسرائيل قلقة من تقرُّب إيران من الدول المعتدلة في المنطقة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

عودة الحرارة مؤخراً إلى العلاقات بين إيران وبين مجموعة من الدول المعتدلة في المنطقة تثير قلقاً في إسرائيل، وذلك على خلفية ازدياد الإحباط في القدس جرّاء "السياسة السلبية" للولايات المتحدة بشأن الموضوع النووي الإيراني، وتبدُّد التوقعات من أن تتخذ واشنطن خطوات أكثر عنفاً حيال طهران.

منذ انتخاب إبراهيم رئيسي توظف إيران جهداً كبيراً لترميم العلاقات مع مجموعة من الدول في الشرق الأوسط، بينها دول معتدلة، أبرزها السعودية التي يزداد احتمال استئناف العلاقات الدبلوماسية بينها وبين إيران بعد مرور أعوام طويلة على قطع علاقاتها بها. هذا بالإضافة إلى عودة الحرارة إلى العلاقات بين إيران والأردن. وكانت لافتةً المحادثة الهاتفية التي جرت مؤخراً بين وزير الخارجية الإيراني الجديد ونظيره الأردني.

تتابع إسرائيل بقلق كبير هذه الخطوات التي تدل على ثقة الإيرانيين بأنفسهم في الساحتين الإقليمية والدولية، وعلى إدراكهم أن تخلّي الأميركيين عن المنطقة يشكل فرصة لهم لتوسيع وتعميق نفوذهم، وإعادة التوازن بعد "اتفاقات أبراهام" التي تعتبرها إيران تهديداً مهماً لمصالحها في المنطقة.

وقد طُرح هذا الموضوع في الأسابيع الأخيرة خلال اتصالات جرت بين أطراف أميركية وإسرائيلية رفيعة المستوى. وأوضح الجانب الإسرائيلي للأميركيين أن المطلوب تقديم دعم أميركي لموازنة الجهد الذي يبذله الإيرانيون لدى دول المنطقة لمصلحتهم. والتقدير أن واشنطن ستحاول مساعدة إسرائيل وحلفائها الآخرين في المنطقة، لكنها قد تطلب ربط ذلك بتقدّم معين له علاقة بالموضوع الفلسطيني.

يجري النشاط الإيراني في المنطقة في مقابل المناورات التي تقوم بها طهران لتأجيل العودة إلى المحادثات النووية. والتقدير السائد في إسرائيل والغرب أن هذا الأمر لا يجري من أجل إحداث اختراقة نحو القنبلة، بل من أجل الحصول على أرصدة إضافية تساعدها في التوصل إلى اتفاق أفضل مع الأميركيين.

خلال المحادثات التي جرت بين إسرائيل والأميركيين تكوّن انطباع لدى الجانب الإسرائيلي بأن الفجوات بين الطرفين بشأن تقديرات المشروع النووي الإيراني قد تقلصت. مع ذلك، لا تزال الفجوة على حالها بين القدس وواشنطن بشأن كل ما يتعلق بالخطوات المستقبلية.

يجري الجهد الإسرائيلي للتوصل إلى أقصى درجات التنسيق مع الولايات المتحدة، بينما لم يبقَ أمام إسرائيل سوى القليل من الخيارات. الضغط الذي مارسته حكومة نتنياهو، والذي أدى إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، استند إلى افتراض أن إيران ستنهار جرّاء العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها وستوقّع اتفاقاً محسّناً، وإذا لم يجرِ ذلك فستهاجم الولايات المتحدة أو تهدد بالهجوم. فرضيات العمل هذه تبددت، وأدركت إسرائيل الآن أن العودة إلى الاتفاق النووي هي مسألة وقت فقط، وتحاول استغلال المسعى الدبلوماسي لتسريع استعداداتها العسكرية لإبعاد إيران عن القنبلة.