روسيا ملتزمة بضمان أمن إسرائيل وحل الدولتين*
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • في يوم الاثنين المقبل تحتفل روسيا وإسرائيل بمرور 30 عاماً على العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهما - وبداية عهد جديد من التاريخ المشترك. إذا نظرنا إلى صفحات الماضي، فاسمحوا لي بالتذكير بأن الاتحاد السوفياتي كان أول دولة تعترف بدولة إسرائيل في أيار/مايو 1948. بالطبع شهدت علاقاتنا صعوداً وهبوطاً. اليوم يمكننا القول بثقة إن التعاون الروسي - الإسرائيلي ناجع ومتبادل، ونجح في الاختبار مع مرور الزمن، ويواصل تطوره بصورة ناجعة ونشطة في كل المجالات.
  • أساس هذا التعاون هو قبل كل شيء حوار سياسي مكثف على أعلى المستويات واتصالات برلمانية متقدمة تشمل مجموعات صداقة تأسست في الهيئات التشريعية في الدولتين. العلاقات بين الوزارات تقوم على قاعدة ثابتة. خلال العقود الأخيرة تراكمت تجربة تفاعلية كبيرة على مختلف المستويات، مثل الاقتصاد والعلم والتكنولوجيا والصحة والتعليم. أكثر من 20 اتفاقاً وُقّع بين الحكومتين، وهو ما يدل على جدول أعمال متبادل وغني.
  • هناك إمكانية مهمة للتعاون الفعلي وعدة مشاريع مشتركة يجري تنفيذها بنجاح. مبادرات عديدة حظيت بموافقة الرئيس الروسي ورئيس الحكومة الإسرائيلية. مصلحة رجال الأعمال الإسرائيليين في الدخول إلى السوق الروسية مستمرة ومتزايدة. وعلى الرغم من تداعيات وباء الكوورنا، فإن حجم التجارة بين روسيا وإسرائيل انخفض خلال سنة 2020 بنسبة 3.9% فقط، وخلال كانون الثاني/يناير – تموز/يوليو من هذا العام ارتفع بنسبة 51.8%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي...
  • للعلاقات الإنسانية دور خاص في تعزيز المبادىء التي توحد علاقاتنا وتضمن استقرارها واستمراريتها. نحن نقدّر المستوى العالي من الفهم المتبادل بين شعبيْ روسيا وإسرائيل، اللذين تربطهما ذكريات تاريخية وثقافية مشتركة. ومن المفرح أن نرى هذا الرابط، الذي لا تحدّه حدود جغرافية، يزداد قوة مع مرور الزمن.
  • يسكن في إسرائيل مليونا شخص يتحدثون الروسية، بينهم مَن جاء من الاتحاد السوفياتي السابق ومن الجمهوريات الاتحادية الروسية. بينهم المحاربون القدامى في الحرب الوطنية الكبرى، وأسرى معسكرات الاعتقال الماضية. ونحن نهتم بمصير هؤلاء الأشخاص.
  • إن الرفض الصارم لمحاولات المراجعة التاريخية والوقوف ضد الخطايا التي ارتُكبت، والنتائج التي أقرها القانون الدولي بشأن الحرب العالمية الثانية، وحّد على الدوام بين روسيا وإسرائيل. سنواصل تنسيق جهودنا في الأمم المتحدة من أجل مواجهة مثل هذه الظاهرة المخزية.
  • عندما تقوم دول في وسط أوروبا وشرقها برفع شخصيات نازية إلى مستوى أبطال قوميين وتستنسخ تيارات نيو – نازية، في إسرائيل يحترمون ذكرى مساهمة جنود  الجيش الأحمر في تحقيق النصر على النازية، وإنقاذ اليهود وشعوب أُخرى من الإبادة، وتحرير العالم من فظائع المحرقة. نحن نرى زملاءنا الإسرائيليين على المستوى الرسمي والشعبي يشجعون نشاطات حركات المحاربين القدامى من أبناء بلدنا ويثقفون الجيل الشاب.
  • .... العلاقات على مستوى التعليم والعلم تواصل تطورها تدريجياً - سواء من خلال خطط تبادُل الطلاب والمحاضرين، أو من خلال الأبحاث العلمية المشتركة. سنوياً، هناك فرصة للطلاب الإسرائيليين في متابعة تعليمهم العالي في الجامعات الروسية.
  • نأمل بأن يتحسن الوضع الوبائي ويكون في الإمكان استئناف الرحلات السياحية المتبادلة. تقليدياً، نحن نحتل المرتبة الثالثة في عدد السياح الذي يأتون إلى إسرائيل.
  • الحوار الروسي- الإسرائيلي يتقدم بواسطة وزارتي خارجية البلدين. من البديهي أنه من دون تفاعُل لا يمكن بناء دبلوماسية تسمح بحل مشكلات دولية وإقليمية ذات أهمية عليا من أجل تأمين مستقبل زاهر لشعبيْ روسيا وإسرائيل، ومن أجل تعزيز الأمن والاستقرار الدولي والإقليمي...
  • نحن مهتمون باستمرار التشاور مع شركائنا الإسرائيليين في موضوعات الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. ونولي دائماً اهتماماً كبيراً للحلول الشاملة لمشكلات الشرق الأوسط تأخذ في الاعتبار بصورة أساسية المصالح الأمنية لإسرائيل. وهذه نقطة مبدئية.
  • مع ذلك، نحن واثقون بأن لا بديل من مبدأ الدولتين لحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي بما يتلاءم مع القانون الدولي المعروف. نحن نشجع بمختلف الوسائل إجراء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. فقط بواسطة المفاوضات يمكن التوصل إلى حل شامل لكل قضايا الوضع النهائي. ونحن مستعدون للعمل مع نظرائنا الإسرائيليين وفي منتديات متعددة الأطراف، في الأساس ضمن إطار استئناف عمل اللجنة الرباعية الدولية من أجل الدفع بعملية سياسية ومن خلال تعاون وثيق مع مندوبي الجامعة العربية.
  • إنني مقتنع بأن هذا يشكل مصلحة مشتركة ويجب عدم الاكتفاء بما تحقق . أمامنا آفاق وفرص جديدة، ليس فقط للاستمرار، بل أيضاً لزيادة التجربة الإيجابية للتعاون في مجالات كثيرة لمصلحة دولتينا وشعبينا ومن أجل السلام والاستقرار.

    ____________

    • مقال خاص كتبه سيرغي لافروف لصحيفة "يديعوت أحرونوت"

     

 

المزيد ضمن العدد 3656