من الخطأ الاعتقاد أن التقديمات الاقتصادية ستُستقبل بسرور وتُغير الوضع في غزة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • "إسرائيل ستعمل، بالتدريج، على إعادة إعمار غزة لقاء تعهدات من 'حماس' بالمحافظة على الهدوء. وستشمل إعادة الإعمار منظومة الكهرباء والغاز، ومنشآت تحلية مياه البحر، وتحسين النظام الصحي، والبنى التحتية السكنية؛ وستترافق تعهدات 'حماس' مع آليات رقابة دولية"، هذا ما أعلنه وزير الخارجية يائير لبيد في محاضرة ألقاها في جامعة ريخمان منذ وقت قصير.
  • ماذا تتضمن "خطة لبيد"؟ إقامة جزيرة اصطناعية في مواجهة شاطىء غزة يمكن استخدامها كمرفأ بحري دولي، ومشروع مواصلات للربط بين الضفة الغربية وغزة، وإقامة منطقة صناعية بالقرب من معبر إيرز. وبحسب كلامه، "الدفع قدماً بصيغة الاقتصاد مقابل الأمن ستجبر 'حماس' على أن توضح لسكان القطاع أسباب معاناتهم من الفقر والعنف والبطالة العالية وانعدام الأمل. يجب أن نقول للغزيين بكل الطرق من كل المنابر: ‹حماس› هي التي تقودكم إلى الهلاك".
  • لا شك في أن العبارة الأخيرة من كلام الوزير لبيد هي الوحيدة الصحيحة. كل ما تبقى أحلام واهية. لقد كان هناك أمل بأن يشجع انسحابنا من القطاع من طرف واحد إلى خطوط الـ 1967، والذي دفعنا ثمنه اقتلاع مستوطناتنا، أهالي غزة على البدء بحياة طبيعية، طبعاً بمساعدة إسرائيل. منذ آب/أغسطس 2005، تخضع غزة لسلطة عنيفة تهدد إسرائيل، المرة تلو الأُخرى، وتستنزف سكان غزة البؤساء التابعين لها، الذين يبلغ عددهم مليوني نسمة.
  • لقد حولّت "حماس" المنطقة التي تسيطر عليها إلى المكان الأشد فقراً في العالم، مع عوز وجوع وبطالة، وڤيللات فاقعة لزعمائها على طول الشاطىء. لا تتوقف "حماس" عن استفزاز إسرائيل. إنها تنظيم مسلح لا كوابح له، ممتلئ بالكراهية ضد جيش دولة تخضع للقانون الدولي.
  • إذا كان وزير خارجيتنا وكثيرون طيبون بيننا يتوهمون أن التقديمات الاقتصادية التي يقترحونها على غزة ستُستقبل بسرور، وستغير الوضع هناك، فإن لـ"حماس" خطة أُخرى. الشباب الذين يهاجمون جدار الفصل، وإطلاق النيران في اتجاه المنازل في سديروت، والبالونات الحارقة في اتجاه أراضينا، من دون التحدث عن إطلاق الصواريخ، كل ذلك هو بمثابة توجيه صفعة إلى وجوه أصحاب" النيات الطيبة" عندنا.
  • يُعقد في غزة في هذه الأيام مؤتمر هدفه المعلن القضاء على دولة إسرائيل واستبدالها بـ"دولة فلسطين"، من البحر إلى نهر الأردن. المؤتمر بعنوان: "وعد الآخرة - فلسطين بعد التحرير"، برعاية رئيس الحركة يحيى السنوار، وبمشاركة كبار المسؤولين في الحركة، جرى خلاله البحث في كيفية الاستعداد، مستقبلاً، لإدارة "دولة فلسطين" بعد تحريرها من إسرائيل التي ستختفي، بحسب كلامهم...
  • مؤتمر الكراهية هذا أوصى بوضع قواعد لكيفية التعامل مع اليهود الذين سيبقون في البلد بعد تحرير فلسطين، ودعا إلى ضرورة التمييز بين اليهود الذين "يجب السماح لهم بالمغادرة أو البقاء في فلسطين". وأوصى المؤتمر بعدم السماح بهجرة الأدمغة، و"المحافظة على اليهود المتعلمين والخبراء في مجالات الصحة والهندسة والتكنولوجيا والصناعة المدنية والعسكرية لفترة من الوقت قبل السماح لهم بالمغادرة".
  • لم يقتصر الأمر عند هذا الحد في خطاب السنوار، والذي أُلقيَ بالنيابة عنه في المؤتمر، إذ جاء فيه: "نحن نرعى هذا المؤتمر لأنه ينسجم مع تقديرنا أن النصر قريب"، وأن "تحرير كامل فلسطين، من البحر إلى النهر، هو جوهر الرؤيا الاستراتيجية للحركة". هذه هي خطة السنوار، في مقابل "خطة لبيد" رئيس الحكومة المناوب، والقاسم المشترك بينهما أن الخطتين واهمتان.
  • أنا لا أقترح أن نُصاب بالذعر بسبب أحلام واهية في غزة، لكن أيضاً يجب ألاّ نغمض أعيننا. يجب أن نستخدم غزة كتجربة تعليمية تثبت نتائجها أن الانسحاب والتراخي والتعاطف من جانبنا، الجانب القوي، أو إرسال بضائع إلى غزة، ودخول عمال من القطاع إلى إسرائيل، لن يجعل قلوب خصومنا القاسية لينة. من المؤسف أن الذين يتولون مقاليد الحكم في إسرائيل اليوم لا يفهمون أن المتآمرين من وراء الجدار في غزة لا يهمهم التعاون الاقتصادي ولا الحياة الطبيعية، بل استمرار سفك الدماء والقضاء على دولة اليهود. يائير لبيد، استفق من أوهامك.