ميركل في زيارة وداعية إلى إسرائيل: المفاوضات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران دخلت أسابيع حاسمة للغاية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن المفاوضات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران دخلت أسابيع حاسمة للغاية، وشددت على أن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم في كل يوم يمر من دون اتفاق.

وجاءت أقوال ميركل هذه في سياق مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت أقيم في ختام الاجتماع الذي عُقد بينهما في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس أمس (الأحد)، ودعت فيه المستشارة الألمانية أيضاً إلى مشاركة أكبر للقوى العالمية في الضغط على إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات في ڤيينا، وأكدت أنها ترى مسؤولية كبرى لروسيا والصين بهذا الصدد.  

كما تعهدت ميركل أن تبقى مسألة أمن إسرائيل محورية بالنسبة إلى حكومة بلدها، وقالت: "أود أن أغتنم هذه الفرصة للتأكيد أن موضوع أمن إسرائيل سيظل دائماً ذا أهمية مركزية وموضوعاً مركزياً لكل حكومة ألمانية".

وشكر بينت من ناحيته المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها على مساهمتها في جعل العلاقة بين إسرائيل وألمانيا أقوى من أي وقت مضى. وأكد بينت أن إسرائيل تثمن عالياً التزام ألمانيا المتواصل بضمان أمن الدولة ونسب ذلك إلى قيادة ميركل. كما شدد على أنه من مسؤولية إسرائيل التأكد بالأفعال أن إيران لن تحصل أبداً على أسلحة نووية، موضحاً أن القضية ليست فقط استراتيجية، بل وجودية.

وشدّد بينت على أن مَن يأخذ جانب الحياد حيال النزاع بين إسرائيل ودول مثل إيران أو منظمات مثل "حماس" وحزب الله يكون فاقداً للبوصلة الأخلاقية.

ووصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى مطار بن غوريون الدولي الليلة قبل الماضية في زيارة وداعية هي الثامنة والأخيرة التي تقوم بها إلى إسرائيل منذ توليها مهمات منصبها هذا قبل 16 عاماً.

وعقدت أمس اجتماعين مع كل من رئيس الحكومة بينت، ورئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هيرتسوغ، كما قامت بزيارة إلى متحف "ياد فشيم" لتخليد ذكرى ضحايا الهولوكوست.

وشاركت ميركل في جلسة احتفالية عقدتها الحكومة الإسرائيلية على شرفها في فندق "الملك داود" في القدس قبل ظهر أمس.

كما حصلت على درجة دكتوراه الفخرية من "التخنيون" المعهد الإسرائيلي للتكنولوجيا في حيفا.

وشدّد بينت في المؤتمر الصحافي المشترك مع ميركل، وكذلك في الجلسة الخاصة للحكومة التي شاركت فيها المستشارة الألمانية، على الخطر الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني على العالم، وتعهد أن تقوم إسرائيل بكل ما يلزم لمنع طهران من الوصول إلى امتلاك أسلحة نووية.

وقال بينت إن برنامج إيران النووي بات في أكثر النقاط تقدماً على الإطلاق، وأشار إلى أنه بينما ينتظر العالم العودة إلى الاتفاق النووي، فإن أجهزة الطرد المركزي تواصل العمل، مؤكداً أن وجود سلاح نووي في يدي نظام راديكالي وعنيف كهذا سيغيّر وجه منطقة الشرق الأوسط والعالم، وأنه بالنسبة إلى إسرائيل، هذه المشكلة ليست استراتيجية، بل وجودية.

وأضاف بينت: "إن قبول أن تصبح إيران دولة على شفا قدرات نووية سيشكل وصمة عار أخلاقية على جبين العالم الحر، والأكثر من ذلك أنه سيهدد السلام العالمي. إن إيران من دون سلاح نووي تدعم الجماعات المسلحة المتطرفة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ويمكن للمرء أن يتخيل الضرر الذي سيحدث، فقط إذا ما عرف العالم أن وراء هذه البلطجة سلاحاً نووياً أيضاً".

كما تطرّق بينت إلى الخلافات بينه وبين ميركل بشأن الدولة الفلسطينية المستقبلية، وقال رداً على سؤال في المؤتمر الصحافي المشترك: "نحن لا نتجاهل الفلسطينيين. إنهم جيراننا. لن يذهبوا إلى أي مكان، ولن نذهب إلى أي مكان. في الوقت نفسه تعلمنا من التجربة أن الدولة الفلسطينية تعني أنه من المحتمل جداً أن تظهر دولة إرهاب على بعد 7 دقائق من منزلي. أنا شخص براغماتي للغاية، ونحن نقوم بسلسلة من الإجراءات على الأرض من أجل تسهيل الأمور على جميع اليهود والعرب في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وغزة".

وأشار بينت إلى أن قيادة ميركل مهدت الطريق أمام التزام ألمانيا المستمر بأمن إسرائيل، وهو ما تقدّره هذه الأخيرة كثيراً.

وتحدث بينت عن تشكيل ائتلافه الحكومي المتنوع أيديولوجياً، واصفاً إياه بأنه الحكومة الأكثر تنوعاً في تاريخ إسرائيل.

وقال رئيس الحكومة: "لدينا يمين ويسار، يهود ومسلمون، متديّنون وعلمانيون، والأمر يحقق نجاحاً. نحن منسجمون بصورة جيدة. كما يضم الائتلاف ثماني وزيرات، وهذا أكبر عدد لوزيرات في أي حكومة إسرائيلية، وأعتقد أن هذا هو أحد الأسباب التي تجعل الحكومة تعمل بصورة جيدة".

تجدر الإشارة إلى أن زيارة ميركل هذه كانت مقررة أساساً في آب/أغسطس الفائت، لكنها أُرجئت في خضم انسحاب القوات الأميركية والدولية، وبينها القوات الألمانية، من أفغانستان بعد سيطرة حركة "طالبان" على البلد. وكانت ألمانيا من بين الدول التي سعت لإجلاء رعاياها من كابول، وكذلك لإجلاء الأفغان الذين ساعدوا قواتها خلال انتشار استمر قرابة عقدين في البلد.