من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
وزير الصحة نيتسان هوروفيتس، ووزير التعاون الإقليمي عيساوي فريج، وعضو الكنيست ميخال روزين، والثلاثة أعضاء في حركة ميرتس، التقوا الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الأحد في مكتبه في رام الله. وقال هوروفيتس لعباس إنه جاء كي يدعم التعاون مع السلطة الفلسطينية، وأضاف: "على الرغم من أننا لا نسير نحو اتفاق في هذا الوقت، إلا أننا نريد إبقاء الخيار مفتوحاً والتأكد من عدم القيام بأي خطوات تضر برؤيا الدولتين".
وتطرق عباس خلال الاجتماع، الذي استمر نحو ساعتين، إلى رئيس الحكومة نفتالي بينت، فقال إن ممثلي الحكومة المصرية وضعوه في صورة اجتماع بينت بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وبالاستناد إلى كلامه، أخبره المصريون أن رئيس الحكومة الإسرائيلية أوضح خلال الاجتماع أنه ليس معنياً بالمضي قدماً نحو تسوية مع السلطة الفلسطينية. على الرغم من ذلك، إلاّ إن أحد الذين حضروا اللقاء ذكر أن عباس بارك تأليف الحكومة الجديدة، وتطرق مع المجتمعين إلى الاجتماع الذي عقده مع وزير الدفاع بني غانتس قبل عدة أسابيع، وأخبرهم بأنهما اتفقا على الاجتماع مجدداً في وقت قريب، وهو ينتظر الحصول منه على إجابات بشأن عدة موضوعات، بينها إعادة نقاش بنود الاتفاقات في باريس، والتي تنظم العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والسلطة.
وقال الرئيس الفلسطيني في الاجتماع إن زعيم راعام منصور عباس اتصل به قبل تأليف الحكومة واستشاره بشأن المشاركة في الائتلاف. وقال عباس للحاضرين إن الاجتماع بوزراء آخرين يسرّه، ذاكراً بالاسم وزير الخارجية يائير لبيد ووزيرة الداخلية أيلييت شاكيد. وأعرب عن رغبته في إجراء حديث مع شاكيد ولو أنه لا يوافق على أي من خطواتها. وفي رأي المجتمعين أن عباس أراد إعطاء انطباع بأنه مستعد لإجراء حوار مع اليمين أيضاً. وسرعان ما ردت شاكيد على الدعوة عبر صفحتها على توتير، فكتبت: "هذا لن يحدث، لن ألتقي أحد ناكري المحرقة، الذي يلاحق جنود الجيش الإسرائيلي في لاهاي".
وقال عباس لوفد ميرتس إنه يعتبرهم شركاء. وتذكّر في حديثه يوسي ساريد وشولاميت ألوني وزعماء ميرتس السابقين، وقال إنه مسرور لوجود ميرتس في الحكومة، وهو يعتمد على الحركة للدفع قدماً بموضوعات يؤمن بها. كما قال عباس للمجتمعين إن رابين كان زعيماً "كبيراً وشجاعاً"، بينما إيهود أولمرت وبنيامين نتنياهو دمرا اتفاقات أوسلو.
ومما قاله هوروفيتس في الاجتماع إنه على الرغم من أن الحكومة هي "حكومة معقدة"، إلا إن أغلبية الجمهور في إسرائيل تؤيد حل الدولتين. فردّ عليه عباس: "اتركوني أُبقي الأمل بالدولتين في قلوب الفلسطينيين"، وأضاف أن السلطة الفلسطينية تريد الوصول إلى اتفاق سلام تعيش بموجبه دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيلية.
وأصدرت حركة ميرتس بياناً بعد الزيارة جاء فيه أن عباس شكر هوروفيتس على المساعدة في مواجهة وباء كورونا وقال: "عندما يتعرض الفلسطينيون للكورونا فإن الإسرائيليين يتعرضون لها أيضاً. والعكس بالعكس. أدعو كل وزراء الحكومة الإسرائيلية إلى القيام بزيارة إلى رام الله". وأضاف هوروفيتس في البيان: "نحن نؤمن بأن لا مكان لخطوات أحادية الجانب تؤذي فرص تحقيق حل الدولتين. لا نريد مستوطنات جديدة، ولا بؤراً استيطانية غير قانونية، ولا عنفاً من أطراف متطرفة وسط المستوطنين".
تجدر الإشارة إلى أن أهمية الزيارة هي أهمية سياسية فقط بالنسبة إلى ميرتس، وذلك على خلفية تجاهُل بينت لعباس والسلطة الفلسطينية. وتهدف زيارة حركة ميرتس إلى رام الله التلميح إلى أنها ملتزمة بالعملية السياسية على الرغم من مشاركتها في ائتلاف حكومي لا يريد المضي قدماً في هذا المجال في الأعوام المقبلة.
وواجهت الزيارة انتقادات عنيفة من طرف الجناح اليميني في الائتلاف الحكومي، إذ رأى وزير الإسكان والبناء زئيف إلكين (حزب أمل جديد) أن الزيارة مضيعة للوقت ومؤذية. وقال: "أبو مازن وصل إلى نهاية دربه السياسي وهو غير مؤهل لإدارة عملية سياسية".
وهاجم رئيس كتلة الليكود عضو الكنيست ياريف لفين الزيارة قائلاً: "وزراء حكومة اليسار يواصلون الزحف على بطونهم في اتجاه أبو مازن، كل ذلك بمباركة رئيس الحكومة نفتالي بينت. بالنسبة إلى وزير الصحة، الاجتماع مع أبو مازن أكثر أهمية من صحة المواطن الإسرائيلي".