قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس صعد إلى شجرة عالية وسيكون من الصعب عليه النزول منها.
وجاءت أقوال غانتس هذه في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية 13 الليلة قبل الماضية، وذلك تعقيباً على الخطاب الذي ألقاه عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة الفائت وطالب فيه السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام، بينما أمهل إسرائيل عاماً واحداً للانسحاب من المناطق [المحتلة]، وإلّا سترفع السلطة الفلسطينية شكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وأضاف غانتس: "من الجيّد أن يكون عباس متمسكاً بالخيار السياسي غير أن تهديده المقترن بمهلة تحذيرية يجعله جالساً فوق شجرة عالية وسيكون من الصعب عليه النزول منها. لن يذهب أحد إلى أي مكان ومن الجيّد تذكّر هذا الأمر، وإن السبيل الوحيد للتعامل مع الواقع هو تطوير الأمن والاقتصاد وتعزيز الحوكمة الخاصة بالسلطة الفلسطينية".
كما تطرّق غانتس إلى الملف الإيراني فقال إن إسرائيل عملت في الماضي وتعمل من أجل توفير حل لهذا الملف والجمهور في إسرائيل يعرف أن الحكومة تستعد للخوض في كافة السيناريوهات ولديها الإمكانات للتعامل مع المشكلة الإيرانية.
وقال غانتس: "نحن ندرك أن إيران مشكلة عالمية وإقليمية وليست محصورة في إسرائيل وحدها، وأنا لا أقلل من التهديد الإيراني لإسرائيل، لكن من واجبنا العمل على تنسيق التعاون الدولي بشأن الرد على هذا التهديد".
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قال في كلمة متلفزة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة: "أطالب الأمين العام بالدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام، وفق المرجعيات الدولية المعتمدة، وقرارات الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، وتحت رعاية الرباعية الدولية، فقط وليس غيرها"، مؤكداً أن الجانب الفلسطيني ملتزم بالعمل السياسي والحوار طريقاً لتحقيق السلام. وأضاف: "وحتى لا تبقى مبادرتنا هذه من دون سقف زمني، نقول إن أمام السلطات الإسرائيلية عاماً واحداً لتنسحب من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ سنة 1967، بما فيها القدس الشرقية. نحن على استعداد للعمل خلال هذا العام على ترسيم الحدود وإنهاء جميع قضايا الوضع النهائي تحت رعاية اللجنة الرباعية الدولية، وفق قرارات الشرعية الدولية".
وتعقيباً على هذا الخطاب، قال الناطق بلسان حركة "حماس" فوزي برهوم أول أمس (السبت) إن عباس أعاد في الخطاب إنتاج مسار التيه والفشل، كما أن الخطاب تضمن اعترافاً واضحاً وصريحاً بعجزه وفشله في تحقيق أي إنجاز عبر مسار أوسلو الذي يتزعمه.
وأضاف برهوم أن الخطاب جاء دون المستوى والتحديات الجسيمة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، واستمر في توصيف الواقع المرير والحالة الفلسطينية المزرية الصعبة التي أوصلنا إليها مشروع التسوية واتفاق أوسلو المشؤوم. وأكد أن الخطاب استند إلى الأسس المكررة ذاتها والمرتكزة على إعادة طرح برنامج عباس الاستجدائي الذي يرى في التسوية والمفاوضات مع إسرائيل وحل الدولتين والدور الأميركي وسيلة لحل الصراع، وهو برنامج أثبت فشله على مدار أكثر من ربع قرن من الزمن.