السؤال ليس فقط متى وكيف سيُلقى القبض على الأسرى الفارين بل أيضاً كيف وبأي ثمن
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • فرضية عمل المؤسسة الأمنية هي أن في الإمكان تتبُّع أثر الأسرى الستة الفارين في مطلع هذا الأسبوع من سجن جلبواع أسابيع معدودة لا أكثر. الفارون الستة كانوا يسكنون قبل سجنهم في منطقة جنين. تُعتبر الضفة الغربية، باستثناء بعض الدول التوتاليتارية، من أكثر الأماكن الخاضعة لتغطية استخباراتية كثيفة في العالم. وعاجلاً أم آجلاً من المحتمل أن تبرز معلومة استخباراتية تدل الشاباك على مكان الأسرى الستة.
  • الفرار من السجن كان حدثاً استثنائياً ومهيناً بالنسبة إلى مصلحة السجون والحكومة، لكن مطاردة الفارين لا تختلف كثيراً عن جهد ملاحقة شخص بعد تنفيذه هجوماً. الفارق في هذه الحالة أن هوية الأشخاص الملاحَقين معروفة وشبكة علاقاتهم مع العالم الخارجي يجري تحليلها حالياً بصورة تفصيلية. يمكن الافتراض أن الشاباك وشعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي مستعدان لتحليل كل أنواع الوثائق (الكاميرات على أنواعها) ووسائل الاتصال (الهواتف الخليوية والإنترنت) التي لها صلة بالفارين وبمسار فرارهم.
  • في أيار/مايو هذا العام أطلق الفلسطيني منتصر شلبي النار من مسدس عند تقاطع تبواح على تلميذ مدرسة دينية هو يهودا غوتا فقتله وجرح تلميذاً آخر. قُبض على شلبي في منطقة رام الله بعد مطاردة استمرت أقل من أسبوع. في حزيران/يونيو 2014 خطف عناصر من "حماس" ثلاثة شبان إسرائيليين كانوا يحاولون توقيف سيارة في تقاطع غوش عتسيون وعمدوا إلى قتلهم. وبعد مرور 18 يوماً عُثر على جثث الشبان الثلاثة مدفونة في قطعة من الأرض غربي الخليل. بعد مرور 3 أشهر تقريباً عُثر على القتلة وأُطلقت النار عليهم في المكان الذي اختبأوا فيه في الخليل.
  • يبدو أن مصير الفارين الستة سيُحدَّد بصورة كبيرة بحسب المنطقة التي يختبئون فيها، إذا اتضح أنهم نجحوا في عبور الحدود إلى الأردن، وهو احتمال وُصف أمس بأنه أقل معقولية، من المحتمل جداً أنهم أُنقذوا. فمن الصعب أن يعيد الأردن إلى إسرائيل هؤلاء الأسرى الذين يُعتبرون أبطالاً فلسطينيين. ولن يفعل الأردن ذلك من دون ضمانات إسرائيلية بالمحافظة على أمنه. إذا كان الستة لا يزالون ضمن الخط الأخضر كما يمكن أن تثبت عمليات البحث في الجليل، فإن هذا الأمر يمكن أن يقلص حصولهم في هذه الأثناء على السلاح. وما داموا غير مسلحين، ثمة فرصة للعثور عليهم وتسليم أنفسهم من دون قتال.
  • في المقابل، إذا فروا إلى شمال الضفة فمن المحتمل أن يكونوا قد حسموا مصيرهم. الشخص الأشهر بين الفارين هو زكريا الزبيدي الذي قضى أغلب سنوات حياته في مخيم اللاجئين في جنين إلى حين اعتقلته إسرائيل قبل عامين ونصف العام. في جزء كبير من هذه الفترة شوهد الزبيدي وهو يحمل سلاحاً شخصياً. فإذا عاد إلى منزله سيكون هناك مَن يمده بالسلاح. في مثل هذه الحالة تتخوف إسرائيل من هجوم بالقوة لاعتقال الفارين.
  • في كل الأحوال أي عملية دخول بالقوة إلى منطقة جنين، وخصوصاً إلى مخيم اللاجئين، ترافقت في الأشهر الأخيرة مع تبادل لإطلاق النار مع مسلحين فلسطينيين. ولهذا السبب امتنعت الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية تماماً من الدخول إلى المخيم. إذا انتهت هذه القصة في مخيم اللاجئين فسيكون هناك نهاية واحدة دموية.
  • الفرار المذهل للأسرى ساهم في إثارة الاضطرابات في الأجنحة الأمنية في السجون في إسرائيل، وخصوصاً بعد أن قررت إدارة السجون نقل أسرى الجهاد الإسلامي من سجونهم رداً على الفرار (جميع الفارين، باستثناء الزبيدي، هم أعضاء في التنظيم). الأسرى الفلسطينيون الأمنيون يحتلون قلب النضال الفلسطيني، وكل التطورات الدراماتيكية في السجون ستنعكس سلباً على التوتر في المناطق. وطبعاً أي أذى إسرائيلي للفارين أنفسهم سيفاقم الردود.
  • الخطر ليس فعلاً في المحاكاة والتعاطف في الضفة، بل في التصعيد في قطاع غزة. لقد سبق للجهاد الإسلامي وحركة "حماس" أن هددتا بإطلاق صواريخ إذا تعرض الفارون للأذى. بالنسبة إلى "حماس"، مثل هذه الحادثة يمكن أن يشكل ذريعة ممتازة للدخول في مواجهة مع إسرائيل مجدداً. أيضاً يبدو أن قيادة الحركة في القطاع تسير في هذا الاتجاه على خلفية محاولاتها أن تفرض على إسرائيل العودة الكاملة إلى الوضع الذي كان سائداً قبل 10 أيار/مايو، اليوم الذي أطلقت فيه "حماس" الصواريخ على القدس وردت إسرائيل بشن عملية "حارس الأسوار" في غزة.

 

 

المزيد ضمن العدد 3633