كيف يمكن لبينت أن يأسر قلب بايدن
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • من دون الهزيمة في أفغانستان، زيارة رئيس الحكومة نفتالي بينت إلى واشنطن هي زيارة مهمة جداً على عدة مستويات: على المستوى الشخصي والثنائي والدولي. مبدئياً، لا حاجة إلى إثقال المفاوضات بموضوعات لا ضرورة لها، بل اختيار الأهم منها وإبقاء الموضوعات الأُخرى لطواقم مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية. الأرضية ملائمة لحدوث تقارُب بين بايدن وبينت، بالطبع إذا لم يدخلا في نقاشات سياسية من شأنها أن تعرقل ذلك.
  • تدل التلميحات على رغبة أميركية في إضفاء طابع حار على الاجتماع. على هذا الصعيد، من المهم إنشاء آلية تواصُل بين الزعيمين من دون وسطاء. نوع من خط أحمر شخصي، يشعر كل طرف بالارتياح لاستخدامه متى يشاء. وهناك حاجة إلى تعميق أكبر للمصالح القائمة لأنها ضمانة لاستمرار العلاقة الخاصة بين الدولتين. وبصفته ابن عائلة من سان فرانسيسكو، في إمكان بينت استغلال الجانب العاطفي كي يأسر قلب رئيس الولايات المتحدة.
  • على مستوى العلاقات الثنائية، يجب على بينت الدفع قدماً بثلاثة مبادىء أساسية: شفافية، وتعاون، وسلام، وعليه أيضاً أن يجعل الرئيس الأميركي يشعر بأن هناك شفافية كاملة بينهما وبين الدولتين. من دون عمليات من وراء الظهر، وبكلام آخر: عليه أن يرمم الانطباع السيئ الذي كان موجوداً خلال ولاية باراك أوباما وعندما كان بايدن نائباً لأوباما.
  • ويجب أن يكون التعاون كاملاً وعلنياً بين الاثنين، والتأكد من أن أي طرف لن يفاجىء الطرف الآخر. من الأفضل عدم الاتفاق على موضوعات معينة، لكن من دون فرض الفيتو. يتعين على إسرائيل المحافظة على حرية العمل العسكري بمعرفة الولايات المتحدة وبالتنسيق معها. الشرق الأوسط مليء بالمفاجآت وعلى إسرائيل الدفاع عن نفسها من أي سوء.
  • بايدن سيقدّر ألاّ يُشر بينت إلى الهزيمة في أفغانستان، الأمر الذي سيجعله يحظى بنقاط إيجابية. فيما يتعلق بالسلام، يجب على بينت حث بايدن على إبداء المزيد من النشاط فيما يتعلق بالسلام بين إسرائيل والدول العربية. يجب ألا تبقى اتفاقات أبراهام من دون تطوير أو استمرارية. هذا الإطار سيسمح بتوسيع دائرة الدول العربية، وللولايات المتحدة دور خاص في ذلك.
  • على الصعيد الدولي، هناك 3 موضوعات يجب أن تكون مطروحة على جدول الأعمال، قبل كل شيء الصين. يجب على بينت أن يشرح لبايدن أن لإسرائيل علاقات جيدة مع الصين، لكنها خارج اللعبة بين واشنطن وبيجين. الموضوع مشحون ويُقلق الولايات المتحدة، وإبداء رئيس الحكومة حساسيته إزاء الموضوع سيجعله يفوز بنقاط لمصلحته.
  • المشكلة الفلسطينية مهمة أيضاً. بصفته شخصاً يمينياً، يجب على بينت أن يقول للرئيس إنه مع الدفع قدماً بحل مع الفلسطينيين، وأن يعبّر عن استعداده للعودة إلى طاولة المحادثات. وإزاء الوضع الحالي يمكن التوضيح للرئيس الأميركي أن الوقت ليس ملائماً للتوصل إلى اتفاق دائم، بل إلى اتفاقات موقتة تراكمية تفيد الفلسطينيين وتخلق جواً خالياً من الشكوك المتبادلة.
  • الموضوع الأخير: إيران. وجهة نظرنا يجب أن تكون بناءة. لا جدوى من إظهار معارضتنا لما يجري في محادثات ڤيينا، فالأميركيون يعرفون ذلك. ويبدو أن هذه المحادثات ستتوقف بسبب السلوك الإيراني العدائي. مناقشة المستقبل وتوثيق التعاون في هذه المسألة وتوضيح موقفنا في هذه المرحلة كافيان في الاجتماع الأول الذي ستأتي بعده اجتماعات أُخرى بالتأكيد.