بينت، ماذا ستقول لبايدن في موضوع الضفة الغربية؟
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • قبل وقت قصير من اجتماعه بالرئيس الأميركي جو بايدن أريد أن أوجه إلى رئيس الحكومة أسئلة بسيطة: خلال زيارتك إلى واشنطن، هل ستطمس مواقفك الأصلية بشأن مستقبل الضفة الغربية من أجل تحقيق ارتياح سياسي وشعبوية قصيرة الأمد؟ أم ستدفع قدماً بهذه المواقف بحزم وتثير خلافات حادة مع الرئيس بايدن، لكنك ستحظى وإسرائيل بتقدير استراتيجي بعيد المدى؟
  • رئيس الحكومة يتسحاق شامير اختار الطريق الثانية ورفض الضغوط والإغراءات، وعرض على مضيفيه في واشنطن مواقفه من دون تزويق. وعلى الرغم من ذلك، إلا إن مستوى التعاون مع الولايات المتحدة ارتفع بصورة غير مسبوقة خلال فترة ترؤسه الحكومة، لأن الولايات المتحدة تقدّر شريكاً لديه مبادىء يقاوم الضغوط، على الرغم من أنه لا يتبنى مواقفها من المسألة الفلسطينية.
  • إذا قررت يا رئيس الحكومة التمسك بمواقفك الأصلية بشأن مستقبل الضفة الغربية فيجب أن تشدد في اجتماعك ببايدن على النقاط التالية:
  • إن الواقع العربي الذي لم يشهد تعايشاً سلمياً خلال الـ1400 عام الأخيرة، بالإضافة إلى السلوك الفلسطيني الذي سبق سنة 1967 (بما في ذلك التماهي المنهجي مع أعداء الولايات المتحدة) يوضحان أن إقامة دولة فلسطينية سيؤدي إلى قيام أفغانستان مصغرة، أو غزة كبيرة، على مرتفعات الضفة الغربية التي تشرف على 80% من السكان والبنى التحتية الإسرائيلية، وتمتد "في شريط ضيق" على مسافة 14 كيلومتراً بين طولكرم ونتانيا. هذا يعني أن قيام دولة فلسطينية سيشكل خطراً على وجود إسرائيل التي تفتقر إلى عمق استراتيجي، لذا، قيام هذه الدولة ليس موضوعاً للتفاوض.
  • قيام دولة فلسطينية مضر بالمصلحة الأميركية كما يدل على ذلك السلوك الفلسطيني على الصعيد العربي. فبالنسبة إلى هذه الدول، الدولة الفلسطينية ستكون دولة خارجة عن القانون، وستنضم إلى خصومهم (مثل الإخوان المسلمين وإيران وتركيا)، لذلك هم يحصرون تأييدهم للفلسطينيين في اللفظ وليس على الصعيد العملي.
  • لا أساس للادعاء أن انفصال إسرائيل عن مرتفعات الضفة الغربية - مهد التاريخ والديانة والثقافة اليهودية والرصيد الأمني الذي لا بديل منه - هو شرط للمحافظة على أغلبية يهودية في إسرائيل. وعلى عكس الاعتقاد السائد، لا توجد "قنبلة ديموغرافية عربية موقوتة". هناك حركة ديموغرافية يهودية غير مسبوقة، واغتراب دراماتيكي للديموغرافيا العربية. الأغلبية اليهودية في مناطق الضفة الغربية وفي "الخط الأخضر" تمتاز بمعدل عالٍ من الولادات وتوازن في الهجرة.
  • سيطرة إسرائيل على مرتفعات الضفة الغربية وهضبة الجولان تحسّن قوة الردع الإسرائيلية، وتدفع قدماً باستقرار المنطقة، وتشكل رصيداً أمنياً للأنظمة العربية الموالية لأميركا في مواجهة أعداء مشتركين، وهي تساهم في تعزيز مكانة إسرائيل لمضاعفة قوة الولايات المتحدة. الانسحاب من مرتفعات الضفة الغربية سيحول إسرائيل من رصيد إلى عبء استراتيجي.
  • كلما قلصت الولايات المتحدة وجودها العسكري في الشرق الأوسط كلما تصاعدت أهمية إسرائيل التي لا تحتاج إلى وجود عسكري أميركي على أراضيها. إن المحافظة على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل هي مصلحة مشتركة للولايات المتحدة وإسرائيل التي تشكل مختبراً فريداً للظروف القتالية للصناعات الأمنية والقوات المسلحة الأميركية. على سبيل المثال، الاستخدام العملاني الإسرائيلي لمئات المنظومات القتالية الأميركية يؤدي إلى آلاف الدروس التي تساهم في تحسين نوعية المنتوجات الأميركية، وزيادة التصدير الأمني الأميركي، وتوفير عشرات الأعوام من البحث والتطوير وتوسيع الصناعة - تقدّر بمليارات الدولارات، وهو يفوق في حجمه المساعدة الخارجية السنوية التي تُمنح إلى إسرائيل. كما يعتمد الجيش الأميركي في جزء كبير من عقيدته الأمنية على تجارب سابقة للجيش الإسرائيلي وعلى إرشاداته (مثلاً محاربة الإرهاب في الأماكن الآهلة).

بينت، زيارتك إلى واشنطن ستوضح ما إذا كنت متمسكاً بمواقفك الأصلية (كما أتمنى)، أو أنك ستعمد إلى طمسها (وهذا ما أتخوف منه).