بينت: يجب إعادة إعمار غزة
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- يواصل رئيس الحكومة نفتالي بينت رفع الشعارات الدائمة كحل للمواجهة الجديدة التي تطورت على طول جدار الفصل في غزة. لكن شعارات مثل "نحن مستعدون لكل سيناريو" و"سنرد في الزمان والمكان المناسبين"، لا تستطيع تهدئة سكان غلاف غزة أو عائلة جندي حرس الحدود برال شمولي الذي جُرح بنيران قناص فلسطيني ولا يزال وضعه حرجاً.
- ما يحدث على طول الحدود ليس سيناريو. إنه واقع دائم يفرض قواعد المواجهة بين إسرائيل و"حماس"، وسيظل يهدد أمن إسرائيل ما دام يوصف بأنه "حادث"، أو "سيناريو"، أو "رد".
- قبل 6 أعوام فاجأنا نفتالي بينت عندما قال في مقابلة أجرتها معه القناة الثانية إن "لدينا مصلحة كبيرة في إعادة إعمار مدنية لقطاع غزة... إنني أنظر إلى الواقع كما هو. إذا حان الوقت كي نقرر إطاحة "حماس" فيمكننا أن نفعل ذلك، ومن المحتمل مجيء هذه اللحظة. وما دام الوضع ليس كذلك يجب القيام بمبادرة." قال بينت هذا الكلام منتقداً الطريقة التي أُديرت فيها عملية "الجرف الصامد". اليوم هو رئيس حكومة، ولديه الصلاحيات والقدرة على تحقيق الاقتراح الحكيم الذي قدمه.
- إعادة إعمار غزة هي خطوة حيوية ليس فقط لتحييد الحافز على مهاجمة إسرائيل، بل هي ضرورية لإنقاذ مليوني فلسطيني من حياة الفقر المدقع، ولكي نقدم لهم أفقاً اقتصادياً من دونه لا يبقى لديهم شيء ليخسروه. الموافقة الإسرائيلية التي وُلدت بعد نقاشات مملة وغير ضرورية للسماح بتحويل مال المساعدة من قطر إلى قطاع غزة ليست بديلاً من إعادة إعمار شاملة. تحويل المال هو دواء موقت فقط.
- وزير الدفاع، الذي عارض بشدة تحويل المال إلى القطاع ووضع شروطاً له ولإعادة إعمار غزة تتمثل في استعادة جثماني الجنديين الإسرائيليين وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، لم يتعلم على ما يبدو شيئاً من كل العمليات العسكرية التي كان في جزء منها رئيساً للأركان. يبدو أن غانتس لن يرتاح قبل أن يشعل عملية عسكرية جديدة ستكون مثل التي سبقتها، من دون هدف ولا طائل منها.
- إذا كان بينت لم يغير رأيه في أن إعادة إعمار غزة هي "مصلحة إسرائيلية كبيرة" عليه تخطّي الحاجز الذي يشكله غانتس وتحقيق السيناريو الوحيد الذي سيجلب الهدوء، والذي حتى الآن لم يتبلور. إعادة إعمار غزة بمساعدة دولية وبرعاية مصرية، وفتح المعابر الحدودية أمام البضائع، وزيادة عدد العمال الفلسطينيين في إسرائيل، وحتى بناء مرفأ في غزة، كلها أمور لا تعرّض التطلعات الوطنية لمواطني غزة ولا "حماس" للخطر، لكنها يمكن أن تبني كوابح ناجعة ضد مواجهات عنيفة.