يدعي يجب أن يرحل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • السهولة التي يطلق فيها الجنود الإسرائيليون النار هي أمر معروف. لكن رئيس الأركان أفيف كوخافي لا يمكنه الاستمرار في تجاهُل ازدياد حوادث إقدام الجنود الإسرائيليين على قتل فلسطينيين في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وخصوصاً في الأسابيع الأخيرة. هذا هو سبب اجتماع كوخافي بكبار القادة في قيادة المنطقة الوسطى وطلبه منهم التخفيف من النيران.
  • أرقام "النيران" واضحة أمام كل مهتم وبالتأكيد أمام رئيس الأركان: منذ أيار/مايو قُتل بنيران الجيش في الضفة الغربية أكثر من 40 فلسطينياً، معظمهم من الأطفال، جزء منهم لا علاقة له بالمواجهات مع الجنود الإسرائيليين بل قُتل عن طريق الخطأ. جاء اجتماع كوخافي أيضاً في أعقاب انتقادات محقة وجّهتها جهات في المؤسسة الأمنية إلى قائد المنطقة الوسطى اللواء تامير يدعي ومسؤولين كبار في القيادة بشأن خطر إشعال الضفة.
  • في خلفية قتل الفلسطينيين تستمر ظاهرة مقلقة لها علاقة بذلك: العلاقة الوثيقة بين المستوطنين وبين الجنود. المستوطنون يطلقون النيران على فلسطينيين من سلاح الجيش الإسرائيلي، وبوجود الجنود. مجموعة من المستوطنين أقامت بؤرة أفيتار الاستيطانية بعد ساعات قليلة على مقتل مستوطن من دون معارضة من الجيش.
  • أيضاً الموقف العام للواء يدعي من أطراف متشددة وسط المستوطنين، ولقاءاته بهم تبعث برسالة إشكالية إلى المتطرفين اليهود من جهة، وإلى الفلسطينيين من جهة أُخرى. ضابط من هذه الرتبة لا ينبغي له أن يلتقي نشطاء "شبان التلال" الذين هاجموا عدة مرات جنوداً وضباطاً في الجيش، من دون الحديث عن الفلسطينيين.
  • سهولة اليد على الزناد وازدياد حوادث إطلاق النار بالخطأ على أشخاص لا علاقة لهم، وعلى أطفال، ومن دون التقيد بأوامر فتح النيران- كل ذلك يدل على حقيقة واحدة عامة: حياة الفلسطينيين رخيصة. هذا ليس مفاجئاً لأن ليس هناك مَن يطالب بدفع ثمن موت الفلسطينيين. هكذا تصبح حياتهم لا قيمة لها.
  • طلبُ كوخافي من قادة كبار في القيادة الوسطى العمل على تهدئة الأوضاع على الأرض لا قيمة له. أيضاً مطالبته بإشراك ضباط رفيعي المستوى في جزء من العمليات العسكرية والتأكد من أن القرارات تُتخذ من طرف الرتب العليا لا يحل المشكلة.
  • الطريقة الوحيدة لوقف سهولة الضغط على الزناد ومنع استمرار الإخلال بالنظام وحالات التسيب هي رفع الثمن الذي يجب أن يدفعه الجنود وقادتهم، حتى الكبار منهم، في مقابل القتل غير المحق للفلسطينيين.
  • لذا، إذا كان كوخافي صادقاً في رغبته في تخفيض النيران عليه أن يرسل يدعي إلى بيته. فقط خطوة مهمة من هذا النوع تمرر الرسالة المطلوبة: هناك ثمن كبير للاستخفاف بحياة الناس. كل ما سوى ذلك مجرد كلام.