من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
التقى قائد الجيش اللواء أفيف كوخافي أمس كبار القادة في القيادة الوسطى وطلب منهم العمل من أجل تقليص حوادث إطلاق النار على الفلسطينيين في الضفة الغربية. جاء هذا في أعقاب ازدياد إطلاق الجنود الإسرائيليين النار على الفلسطينيين والتسبب بموتهم في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وخصوصاً في الأسابيع الثلاثة الأخيرة. وخلال الاجتماع طلب كوخافي من قادة الألوية العمل على تهدئة الوضع على الأرض، ومشاركة عدد أكبر من الضباط الرفيعي المستوى في جزء من العمليات العسكرية، والتأكد من حصول أكبر عدد من القرارات على موافقة من المراكز العليا. وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من 40 شخصاً قُتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي منذ أيار/مايو، سبعة منهم خلال تموز/يوليو.
في المقابل انتقدت جهات سياسية وفي المؤسسة الأمنية قائد المنطقة الوسطى اللواء تامير يدعي وكبار الضباط في القيادة وقالت إن سلوكهم في الأشهر الأخيرة يمكن أن يؤدي إلى تصعيد في الضفة والمسّ بالجهود التي تبذلها الحكومة للمساعدة في إنعاش الاقتصاد والحكم في السلطة الفلسطينية. وأشارت جهات في المؤسسة الأمنية إلى أن قادة المنطقة الوسطى تصرفوا في الأشهر الأخيرة في عدد من المناسبات بطريقة يمكنها إشعال الضفة.
وذكرت مصادر مطلعة على تفاصيل الاجتماع أن كوخافي تطرّق خلاله إلى عدد من الحوادث التي وقعت مؤخراً وأطلق خلالها مستوطنون بلباس مدني النار على فلسطينيين بواسطة سلاح يعود إلى الجيش الإسرائيلي أو بسلاح جنود كانوا على مقربة من المكان، وبوجود الجنود. ففي شهر حزيران/يونيو جرى توثيق مستوطن يطلق النار من سلاح جندي إسرائيلي على فلسطينيين في قرية التوانة في منطقة جنوب جبل الخليل، إذ نزل المستوطن من سيارة جيب عسكرية كان يوجد فيها جنود آخرون وشوهد يُطلق النار على الفلسطينيين، بينما قام مستوطنون آخرون برشق الحجارة وتخريب أشجار يملكها فلسطينيون. وحتى هذه اللحظة لم يقدم الجيش معلومات تتعلق بهذه الحادثة وبحوادث أُخرى شوهد فيها مستوطنون يطلقون النار على فلسطينيين بالقرب من جنود إسرائيليين.
في الأشهر الثلاثة الأخيرة قُتل 40 فلسطينياً بنيران الجيش الإسرائيلي، جزء منهم لم يكن له علاقة بالمواجهات مع الجيش وقُتل عن طريق الخطأ. يشمل هذا العدد أيضاً 27 فلسطينياً قُتلوا في الضفة الغربية خلال عملية "حارس الأسوار" في غزة. بدأت موجة الأحداث في أيار/مايو عندما سُمح لمجموعة من المستوطنين بإقامة بؤرة أفيتار بعد ساعات من مقتل يهودا غوتا في حادث إطلاق نار على مفترق تبواح. ويدور جدل بين الشرطة والجيش حول الطرف الذي سمح بإقامة البؤرة وامتنع من إخلائها.
منذ تلك اللحظة تحولت المنطقة التي أقيمت فيها البؤرة الاستيطانية إلى مركز للتظاهرات التي قُتل خلالها خمسة فلسطينيين. لاحقاً سمح قائد لواء غور الأردن العقيد بتسلئيل لمجموعة من المستوطنين بالنوم في موقع مهجور في الغور على الرغم من معرفته نيتهم إقامة بؤرة استيطانية في الموقع. كما تسبب نضال أهالي حي الشيخ جرّاح ضد إخلاء عائلات من منازلهم بتصعيد أمني. في الموازاة، ومع بداية عملية "حارس الأسوار" كثف الجيش الإسرائيلي استخدام بنادق روغر خلال التظاهرات في الضفة، وبالاستناد إلى التقديرات، إن ارتفاع عدد القتلى ناجم عن هذا الاستخدام.
في الأسابيع الثلاثة الأخيرة ازدادت وتيرة حوادث إطلاق النار، وفي عدد منها أطلق الجنود الإسرائيليون النار على أشخاص لا علاقة لهم بالمواجهات، بينهم أطفال. وقبل بضعة أيام قُتل صبي فلسطيني في الـ12 من عمره جرّاء إطلاق 13 رصاصة على السيارة التي كان يستقلها مع أفراد عائلته لدى مرورها بالقرب من بلدة بيت أومر شمالي الخليل. وفي نهاية تشييعه نشبت مواجهات مع الجيش الإسرائيلي أطلق خلالها النار، وهو ما أدى إلى مقتل شوكت عواد (20 عاماً).
في المقابل انتقدت جهات في المؤسسة الأمنية في الأشهر الأخيرة الطريقة التي يتصرف فيها قائد المنطقة الوسطى مع الأطراف المتشددة وسط المستوطنين، مثل اجتماعه بنشطاء "شبان الهضاب" في بؤرة "معوز أستير" في شباط/فبراير. كما انتُقدت الاجتماعات التي عقدها في بؤرتيْ "ملاخي هاشالوم" و"كومي أوري" التي يسكنها "شبان الهضاب" الذين هاجموا الجنود وقادة الجيش عدة مرات.