"حماس" تستغل التراخي الإسرائيلي في الشمال
تاريخ المقال
المصدر
- ما من شيء يحدث بالصدفة في الشرق الأوسط، ولكل إطلاق نار عنوان على الرغم من أن لكل إطلاق نار تفسير مختلف. التوجه الطبيعي اليوم هو نحو ربط القصف من لبنان على كريات شمونة والجليل الأعلى بالتوتر في مواجهة إيران. كلام وتصريحات رؤساء المؤسسة الأمنية، وقبل كل شيء رئيس الحكومة نفتالي بينت، سمعتها طهران. لكن هذه المرة أيضاً كما في الحادثتين السابقتين، اللتين أُطلقت فيهما صواريخ على إسرائيل من لبنان، فإن هذا القصف هو تلميح من تنظيم فلسطيني يتماهى مع "حماس".
- السبب المركزي هو مرة أُخرى - المال القطري. لا تريد "حماس" التشاجر مع إسرائيل في الجنوب، وهي تعتبر الرد الإسرائيلي على هجوم في مرمى نصر الله ليس قوياً (ولتسمح لي القيادة الشمالية، لكن إطلاق القذائف على لبنان لم يكن قوياً). في ظل عدم وجود ردع في الشمال تستعرض "حماس" عضلاتها وتستغل الوضع: إطلاق "حماس" النار من الجنوب يكلف اليوم غالياً، لكنها في الشمال تستغل مظلة حزب الله والرد المنضبط.
- قال وزير الدفاع بني غانتس أمس خلال زيارته إلى غلاف غزة "نحن نحاول تحسين الوضع وتحويل المساعدة القطرية... إسرائيل تقدّر كثيراً دعم قطر للاستقرار، ونحن نعمل من أجل وضع آلية تضمن المزيد من الأمن لإسرائيل وتقوي السلطة الفلسطينية كعنصر معتدل وكممثل للفلسطينيين، وتؤمن رفاه سكان غزة الذين يعانون جرّاء إرهاب "حماس". كل ما هو مطلوب هو استمرار الهدوء، وكلما استمر سيكون وضع المواطنين لدى كلا الطرفين أفضل."
- المشكلة أن غانتس يربط الهدوء في الجنوب بالهدوء في قطاع غزة ولا يأخذ في الحسبان أن صفارات الإنذار التي انطلقت في الجليل الأعلى لا تعني أن مصدرها ليس الجنوب وقطاع غزة. قيادات "حماس" تلمّح إلى إسرائيل بواسطة القصف من الشمال بأن تعنتها في إدخال المال القطري سيكلفها خرق الهدوء.
- في المرة السابقة التي أُطلقت فيها صواريخ من الشمال تعهد وزير الدفاع أن لبنان هو الذي سيتحمل المسؤولية، لكن لبنان لا يتحمل شيئاً. هذه المرة أيضاً يبدو أن إسرائيل ستكتفي بتصريحات لوسائل الإعلام وبردود أقل لإعادة الهدوء إلى المنطقة. التخوف هو من أن يجد سكان الشمال أنفسهم في جبهة مشابهة لغلاف غزة.