التصعيد التدريجي: "حماس" نحن في مرحلة "استراحة المقاتل"
تاريخ المقال
المصدر
مركز القدس للشؤون العامة والسياسة
تأسس المعهد في سنة 1976، وهو متخصص في الدراسات السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية. يترأس المعهد، حالياً، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة دوري غولد. ينشر المركز مقالات يومية يمكن الاطلاع عليها باللغتين العبرية والإنكليزية على موقعه الإلكتروني. كما تصدر عنه سلسلة من الكتب، ويمتاز بمواقفه التي تتماهى مع اليمين في إسرائيل.
- بعد هدوء نسبي في قطاع غزة وفي نهاية عيد الأضحى استأنفت التنظيمات الفلسطينية المسلحة عملياتها ضد إسرائيل وأطلقت بالونات مشتعلة في اتجاه غلاف غزة أحرقت عدة حقول في الجانب الإسرائيلي. رداً على ذلك، قلصت إسرائيل مجال الصيد في القطاع إلى 6 أميال وهاجمت طائرات الجو الإسرائيلية في 25 تموز/يوليو أهدافاً تابعة لـ"حماس" في قطاع غزة.
- هذا السيناريو كان متوقعاً والجيش استعد لمواجهته، وكانت صحيفة "الأخبار" المقربة من "حماس" وحزب الله تحدثت في 26 تموز/يوليو عن اتخاذ فصائل فلسطينية في القطاع قراراً بزيادة الضغط على إسرائيل في الأيام المقبلة على طول حدود القطاع للتسريع بالاتصالات مع القاهرة بشأن الموضوعات الاقتصادية والإنسانية المتعلقة بالقطاع.
- وبحسب تقرير الصحيفة، التصعيد سيكون تدريجياً وسيبدأ بإطلاق بالونات مشتعلة على مستوطنات غلاف غزة، بعدها سيجري الانتقال إلى مسيرات على طول حدود القطاع تشبه "مسيرات العودة" التي بدأت في سنة 2017 واستمرت سنة ونصف السنة.
- وتتخوف الفصائل من أن يؤدي إطلاق الصواريخ على إسرائيل في الوقت الراهن إلى تصعيد كبير ويبدو أنها اختارت عمليات منخفضة القوة.
- تواصل إسرائيل إغلاق المعابر إلى القطاع وتمنع دخول المواد الأولية ومواد البناء، وتضع السياسة الإسرائيلية شرطاً لإعادة إعمار القطاع هو إحراز تقدم في الخطوات لاستعادة الأسرى والمفقودين الأربعة الذين تحتفظ بهم "حماس"، وبالاستناد إلى أطراف في "حماس" تُدخل إسرائيل إلى القطاع فقط 30% من البضائع التي كانت تسمح بدخولها قبل الحرب الأخيرة.
- يواصل سلاح الهندسة في الجيش المصري إزالة ركام الحرب وهذه العملية ستستغرق نحو الشهر، لكن موعد بدء بناء المنازل المدمرة لا يزال يكتنفه الغموض.
- تقول مصادر في "حماس": يخطىء مَن يعتقد أن عملية "سيف القدس" انتهت، كل ما في الأمر نحن الآن في مرحلة "استراحة المقاتل". بالنسبة إلى "حماس"، المعركة ضد إسرائيل ومن أجل القدس والمسجد الأقصى، والتي بدأت في أيار/ مايو، لا تزال مستمرة. ضمن هذا الإطار يجب النظر إلى إطلاق صاروخين من الجنوب اللبناني رداً على زيارة اليهود إلى الحرم القدسي في التاسع من آب/ أغسطس [بحسب التقويم العبري إحياءً لذكرى خراب الهيكل ويوم صوم بالنسبة إلى اليهود].
- لا تعترف حركة "حماس" رسمياً بأنها هي التي شجعت على إطلاق الصاروخين، لكن في المناطق يتعاملون مع الأمر بصفته حقيقة مفروغاً منها. التفسير الذي أُعطي هو أن يحيى السنوار لا يريد إفساد عيد الأضحى على سكان القطاع الذين تعرضوا للقصف في عيد الفطر، لذا جرى إطلاق الصاروخين من الجنوب اللبناني وليس من قطاع غزة، وهذا بالنسبة إلى السنوار أحد إنجازات الحرب الأخيرة، فهو قادر على فتح عدة جبهات ضد إسرائيل في آن معاً.
- تشدد جهات في "حماس" على أن الحركة لن تسكت على الزيارات الجماعية لليهود إلى الحرم القدسي في ذكرى التاسع من آب/أغسطس [بحسب التقويم العبري]، وأن يحيى السنوار لن يسمح بتآكل معادلة "غزة - القدس"، ولن يسمح لحكومة بينت بفرض معادلة جديدة على الأرض. وهو ينتظر الفرصة المناسبة لإشعال الأرض من جديد على خلفية أحداث في القدس أو في الحرم القدسي للتشديد مجدداً على معادلة "غزة-القدس".
- ما جرى في داخل دولة إسرائيل خلال عملية "حارس الأسوار" يشجع "حماس" كثيراً، وهي تدّعي أنها نجحت في إشعال "حرب أهلية" بين اليهود والعرب في المدن المختلطة في إسرائيل. وتزعم أن الهدوء الآن على الأرض هو هدوء هش وأي حادثة لها علاقة بخرق الوضع القائم في الحرم القدسي أو في القدس الشرقية يمكن أن يُشعل الأرض مجدداً.
- يبحث السنوار عن فرصة لطرح المشكلة الفلسطينية مجدداً على جدول الأعمال الدولي، ويتشجع الفلسطينيون من مقاطعة شركة البوظة "بن أند جيري" للمستوطنات، ومن التطورات التي يشهدها الرأي العام الأميركي لمصلحة الفلسطينيين، كما تبحث "حماس" عن الفرصة المناسبة التي ترتكب فيها إسرائيل خطأً فادحاً حيال الفلسطينيين في القدس الشرقية يمكن استغلاله كي تظهرمجدداً "كمنقذ للفلسطينيين".