يجب ألّا نهمل العلاقات القائمة مع الدول المجاورة
تاريخ المقال
المصدر
- موجة الحر الشديد التي حطمت أرقاماً قياسية تدفع دول العالم إلى إعادة التفكير في سلوكها في مجال أزمة المناخ. عندنا من بين الموضوعات المطروحة على الحكومة الجديدة تحتل قضايا المياه مكاناً جدياً في مجال إدارة العلاقات الخارجية مع جارنا الأردن. رئيس الحكومة نفتالي بينت وافق على بيع الأردن 50 مليون متر مكعب من المياه من بحيرة طبرية سنوياً، بالإضافة إلى الاتفاق الدائم خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وذلك على خلفية النقص الحاد في المياه في الأردن.
- مؤخراً أعلن الأردنيون رسمياً إلغاء مشروع "قناة البحرين"، الذي يربط بين البحر الأحمر والبحر الميت، وإقامة معمل مشترك لتحلية المياه كي يستخدمه الأردنيون وسكان النقب ووادي عربة. الاتفاق على تنفيذ المشروع وُقِّع في سنة 2013 وأقرّته حكومة نتنياهو في سنة 2019، ومنذ ذلك الحين لم يجرِ شيء. الأردنيون بدأوا بمشروع إقامة مصنع محلي لتحلية المياه سيبدأ بإنتاج مياه الشرب للأردنيين بعد خمسة أعوام.
- الوضع اليوم في الأردن معقد للغاية بسبب الأزمة الاقتصادية في الدولة، والتي نشأت، من بين أمور أُخرى، بسبب وصول أكثر من مليون لاجىء جرّاء الحرب الأهلية السورية، والذين يشكلون نحو عُشر سكان الدولة. أغلبية هؤلاء اللاجئين غير مسجلة، خوفاً من الملاحقة والطرد. نصف اللاجئين هم من الشبان دون الـ15 عاماً. ويشير هذا الرقم إلى أن هؤلاء الشباب الذين كبروا في الأردن واستقروا فيه سينضمون إلى سكان الدولة في المستقبل ويتحولون إلى يد عاملة فاعلة. وسيتغير الوجه الديموغرافي للأردن.
- جرت اتصالات بين إسرائيل ودول عربية لديها اتفاقات سلام معها خلال الفترة القصيرة للحكومة الحالية؛ فرئيس الحكومة بينت تحدث مؤخراً مع الرئيس المصري السيسي، ووزير الخارجية لبيد افتتح السفارة الإسرائيلية الجديدة في الإمارات، وهذه الخطوات مطمئنة وحيوية، لكن بالإضافة إليها يجب إعطاء اهتمام أكبر لتوثيق العلاقات مع جارتنا الشرقية التي لدينا معها أطول خط للحدود.
- قبل نحو عامين استرجع الأردن أراضي تسوفر ونهاريم. هذه الأراضي كانت تحت سيطرة إسرائيل، بحسب عقد إيجار استمر 25 عاماً. ونظراً إلى البرودة التي طرأت على العلاقات بين الدولتين، رأى الملك عبد الله في استعادة الأردن لهذه الأراضي رسالة واضحة مفادها إذا لم يكن هناك تعاون فسيؤدي الأمر إلى برودة في العلاقات.
- بالإضافة إلى ذلك، انتشرت مؤخراً أخبار عن إرسال الرئيس بشار الأسد رسائل إلى القدس مفادها أن سورية مهتمة باتصالات سياسية مع القدس. لقد تغير وجه الشرق الأوسط مع توقيع اتفاقات السلام الأخيرة. كل إشارة من دولة عربية بشأن إجراء اتصالات يستحق الاهتمام. في المقابل، على متخذي القرارات أن يدركوا ضرورة احتضان وتعزيز العلاقات القائمة على قاعدة الاحترام المتبادل. بعد أعوام من الجمود في العلاقات حان الوقت لقيام شخصية رسمية إسرائيلية بزيارة إلى المملكة الأردنية.
الكلمات المفتاحية