بينت ولبيد لماذا لم تتصلا بملك الأردن؟
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • قبل بضعة أيام أعلنت المملكة الهاشمية بصورة رسمية إلغاء مشروع "قناة البحرين" الذي من المفترض أن يربط بين البحر الأحمر والبحر الميت، وفي إطاره كان من المفترض إنشاء منشأة لتحلية المياه يستخدمها الأردنيون وسكان النقب ووادي عربة. الاتفاقية بين إسرائيل والأردن وقعتها حكومة بنيامين نتنياهو في سنة 2013 وأقرتها حكومته في سنة 2019، لكن منذ ذلك الحين لم يحدث شيء. في هذه الأثناء مرت الأيام وازدادت الحاجة إلى المياه في الأردن.
  • على هذه الخلفية تراجع البنك الدولي مؤخراً عن قراره تمويل المشروع الذي وافق سابقاً عليه، وأعلن الأردنيون أنه بدلاً من قناة البحرين سيقيمون منشأة تحلية للمياه بصورة منفردة سينتهي العمل عليها بعد خمسة أعوام. لو نفّذت حكومة إسرائيل ما وقّعته وأقرته لأصبح المشروع نافذاً (الوقت المقدر للمشروع نحو 4 أعوام)، وهذا لم يحدث.
  • قصة "قناة البحرين" تعكس جيداً القصة الحزينة للعلاقات بين إسرائيل والأردن: الكثير من التوقعات، والكثير من الإمكانات، والكثير من الكلام، وفي النهاية خيبة أمل مريرة.
  • منذ نيل الحكومة الجديدة في إسرائيل الثقة اكتفى وزير الخارجية ورئيس الحكومة بالمناوبة يائير لبيد بالتحدث مع وزير الخارجية المصري، والاجتماع بوزير الخارجية البحريني، والقيام بزيارة إلى الإمارات، كما تحدث رئيس الحكومة بينت هاتفياً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. فقط مع الأردنيين لم يجرِ أي اتصال رسمي (وأيضاً مع الفلسطينيين، باستثناء الاتصالات بين وزيريْ الصحة بشأن انتقال اللقاحات).
  • لكن الأردن ليس لاعباً صغيراً في العلاقات بين إسرائيل والشرق الأوسط، بل هو شريك استراتيجي مهم وله حدود مشتركة وآمنة تمتد على طول 336 كيلومتراً. العلاقة الأمنية بين إسرائيل والأردن لا تزال جيدة، ولقد جرى إنشاء غرفة عمليات مشتركة يتبادل من خلالها الجيشان صور المراقبة التي تسمح لهما بتعاون وثيق في محاربة تهريب المخدرات والسلاح، لكن المدماك الأمني ليس وحده المهم.
  • كل ما يحدث في القدس، وخصوصاً في المسجد الأقصى، يمكن أن يمس باستقرار المملكة. في الأعوام الأخيرة حرصت الزعامة الإسرائيلية، وقبل كل شيء نتنياهو، على عدم أخذ الأردنيين في الحسبان. فهي لم تتشاور معهم وأكثر من مرة اختلقت أزمات مصطنعة – وخطرة - مع العائلة الملكية. والوضع المتدهور في الضفة الغربية وفي غزة يجد صدى وتعاطفاً وسط أنصار حركة الـBDS والإسلاميين.
  • من غير الممكن ولا يجب إخراج الموضوع الفلسطيني من المعادلة الإسرائيلية – الأردنية. يجب على إسرائيل التعاون مع الأردن من أجل منع استمرار ضعف السلطة الفلسطينية والسماح بتبدّل السلطة بصورة تمنع فوز المتشددين.
  • أيضاً المسائل الاقتصادية مهمة جداً. في نهاية الأمر هذا مع وُعِد به الأردنيون عند توقيع اتفاقية السلام في وادي عربة في سنة 1994. فقد حظيت إسرائيل بالأمن الذي كانت ترغب فيه، بينما حصل الأردن في المقابل على القليل جداً. ولم ينفَّذ معظم المشاريع الكبيرة والمهمة، مثل مشروع قناة البحرين أو المجمعات الصناعية الكبيرة في منطقة الحدود. عند توقيع اتفاقات أبراهام لم توجَّه دعوة إلى الأردن- كذلك مصر والسلطة الفلسطينية - كي يكون جزءاً من الخطوة الإقليمية الواسعة. الأردنيون الذين يعانون جرّاء أزمة اقتصادية حادة ويلبّون حاجات عدد كبير من اللاجئين شعروا بأنهم وُضِعوا في الخارج.
  • هناك أيضاً مصلحة شخصية صرفة. دولة إسرائيل ستربح من تحسّن العلاقات بالأردن، ومن كون المملكة أكثر استقراراً من الناحية السياسية والاقتصادية والأمنية. نوصي رئيس الحكومة بينت ووزير الخارجية لبيد بعدم الانتظار وقتاً طويلاً لاستئناف العلاقة بنظيريْهما الأردنييْن.
  • الأردن شريك مهم من أجل تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. التقارير التي نشرتها صحف أجنبية مؤخراً بشأن محاولة الإدارة الأميركية السابقة المسّ بالأردن، مع تدخّل إسرائيلي أو من دونه، تثير القلق والتخوف. لا يمكن العودة إلى نقطة البداية في علاقات السلام عندما كانت الأمور تبدو بسيطة وبريئة، لكن بالتأكيد يمكن تحسين التواصل وتنفيذ الاتفاقات مع الأردن بمضمونها الحقيقي - السياسي والاقتصادي والأمني.