من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
علمت صحيفة "هآرتس" من مصادر أمنية رفيعة المستوى بأن كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية فوجئوا بالتقارير التي تحدثت عن توصّل الحكومة الإسرائيلية إلى تسوية مع قادة "مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة" [الضفة الغربية] تقضي بإخلاء بؤرة "أفيتار" الاستيطانية غير القانونية المقامة على جبل صبيح بالقرب من نابلس بصورة موقتة، على أن تبقى قوة عسكرية من الجيش الإسرائيلي بصورة دائمة في الموقع وتُقام فيه بعد 6 أسابيع مدرسة دينية عسكرية، وذلك بعد فحص الوضعية القانونية للأراضي التي أقيمت عليها البؤرة الاستيطانية.
وقالت هذه المصادر للصحيفة إن مخطط التسوية هذا يتعارض مع موقف كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية الذي يؤكد ضرورة إخلاء هذه البؤرة الاستيطانية فوراً لمنع تصعيد الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية. كما أكدت المصادر نفسها أن موقف المؤسسة الأمنية منذ اللحظة الأولى كان يرى أنه يجب إخلاء البؤرة الاستيطانية فوراً وهذا الموقف لم يتغيّر، وأكدت أن التسوية المذكورة تم التوصل إليها من وراء ظهر المؤسسة الأمنية.
وكانت هذه التقارير أشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية توصلت مع قادة مجلس المستوطنات في الضفة الغربية إلى تسوية تقضي بإخلاء بؤرة "أفيتار" موقتاً، على أن تبقى قوة عسكرية من الجيش الإسرائيلي بصورة دائمة في الموقع الذي ستقام عليه بعد 6 أسابيع مدرسة دينية عسكرية، وبعد فحص الوضعية القانونية للأراضي المقامة عليها البؤرة الاستيطانية. وأعلن المستوطنون في "أفيتار" قبولهم التسوية، وأنهم سيغادرون المكان خلال الأسبوع الحالي من دون أن تُهدم المباني الاستيطانية التي أقاموها في المكان.
وقال بيان صادر عن "المجلس الإقليمي السامرة" إن مستوطني بؤرة "أفيتار" وافقوا بأغلبية ساحقة على هذه التسوية التي جرى التوصل إليها مع كلٍّ من وزير الدفاع بني غانتس، ووزيرة الداخلية أييلت شاكيد، كما أن رئيس الحكومة نفتالي بينت رحب بها. ووفقاً للبيان، سيغادر مستوطنو "أفيتار" المكان، لكن لن يتم هدم المباني فيها، وبدلاً من ذلك سيقوم الجيش الإسرائيلي بتحويل البؤرة الاستيطانية إلى قاعدة عسكرية موقتة، وفي غضون ستة أسابيع سيتم إنشاء مدرسة دينية جديدة هناك، وستفحص السلطات الوضع القانوني للأرض، وفي حال تمت الموافقة في نهاية المطاف على استخدام الأرض من طرف المستوطنين سيكون بإمكانهم العودة إلى البؤرة الاستيطانية.
وقال رئيس "المجلس الإقليمي السامرة" يوسي داغان: "هذه خطة استراتيجية. في النهاية مهمتنا الأساسية هي بناء أرض إسرائيل والحفاظ على الوحدة بين شعب إسرائيل."
من ناحية أُخرى ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" [تابعة لهيئة البث الرسمية الجديدة] أن وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس أبدى هو أيضاً تحفظات عن التسوية، وأشارت إلى أنه رفض الالتزام بإقامة مدرسة دينية في الموقع بحسب مخطط التسوية حتى يتم استيضاح الوضعية القانونية للأرض.
وأصدر غانتس أول أمس (الاثنين) تعليمات إلى قادة الجيش بالاستعداد لإخلاء "أفيتار" خلال الأيام المقبلة في حال فشل الحوار الذي تجريه المؤسسة الأمنية مع المستوطنين لكي يقوموا بإخلاء البؤرة من دون أي مواجهات.
وأقيمت هذه البؤرة لأول مرة سنة 2013 وأُطلق عليها اسم أفيتار بوروفسكي وهو مستوطن من "يتسهار" قُتل في معبر بلدة زعترة القريبة من المكان ثم عاد المستوطنون وجددوا المكوث فيها خلال أيار/مايو الفائت رداً على مقتل مستوطن آخر بيد فلسطيني، الأمر الذي أدى إلى تظاهرات فلسطينية حاشدة، وخصوصاً في قرية بيتا المتاخمة. وخلال شهر قُتل أربعة فلسطينيين في صدامات مع الجيش الإسرائيلي في خضم الاحتجاج على إقامة هذه البؤرة.