من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
قبل لقائه رئيس الدولة في إسرائيل رؤوفين ريفلين ليل الثلاثاء، صرّح الرئيس جو بايدن بأن "لن يكون لإيران سلاح نووي خلال ولايتي"، وأضاف: "التزاماتنا إزاء إسرائيل قوية كالحديد وتشمل تأييداً مطلقاً لحقها في الدفاع عن نفسها"، وأعرب عن سروره باستضافة رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد نفتالي بينت في البيت الأبيض.
ويزور ريفلين واشنطن تلبية لدعوة تلقاها من واشنطن بمناسبة انتهاء ولايته كرئيس للدولة في الأسبوع المقبل، وهو المسؤول الرسمي الإسرائيلي الأول الذي يلتقيه بايدن منذ توليه منصبه في كانون الثاني/يناير الماضي. أحد أهداف الزيارة توثيق التعاون بين بايدن والحكومة الجديدة في إسرائيل، والإعراب عن التقدير للإدارة الأميركية. وكان ريفلين التقى قبل اجتماعه ببايدن سفير الإمارات في واشنطن.
وقال ريفلين في ختام الاجتماع، الذي استمر ساعة ونصف الساعة، إن بايدن أعرب عن رغبته في الاجتماع برئيس الحكومة الجديد في أسرع وقت ممكن. وفيما يتعلق بمسألة الاتفاق النووي مع إيران قال ريفلين: "وجدنا تجاوباً مع مطالبتنا بمراقبة الاتفاق الآخذ في التبلور مع الإيرانيين"، وأضاف: "الأمور لا تزال بعيدة عن الحسم".
وشدد ريفلين في محادثاته مع بايدن على أن ما يجري يشكل أهم خطر استراتيجي يتهدد العالم الحر، وأن الخط الذي تقوده إيران، ولا سيما بعد الانتخابات التي جرت مؤخراً، هو خط خطر ومتشدد. كما أكد الرئيس الإسرائيلي موقف إسرائيل القائل إن الاتفاق بصيغته الحالية يشكل خطراً على دولة إسرائيل، وشدد على التخوف من تعاظُم القوة العسكرية الإيرانية داخل الدولة، والتي جرى التعبير عنها بتسليح حزب الله بصواريخ دقيقة، وتسليح "حماس" في قطاع غزة.
وطرح ريفلين خلال الاجتماع مخاوف إسرائيل من أن يؤدي خفض الولايات المتحدة عديد قواتها في الشرق الأوسط إلى دفع الدول العربية المعتدلة إلى الانضمام إلى إيران. أحد النماذج من ذلك المساعدة المالية التي تحولها قطر إلى الحرس الثوري الإيراني. وبالاستناد إلى مصدر سياسي، قدّم ريفلين في الاجتماع معلومات عن لقاءات تجريها إيران مع دول في شبه الجزيرة العربية.
في المقابل، طلب ريفلين من الرئيس الأميركي أسلحة أميركية دقيقة يحتاج إليها الجيش الإسرائيلي، لأن "حماس" تضع منشآتها العسكرية بالقرب من روضات الأطفال والمدارس والمستشفيات.
لم يجرِ التطرق في الاجتماع إلى موضوعات حساسة، منها التخوف الأميركي مما جرى وصفه مؤخراً "كاستفزاز يهودي" في حي الشيخ جرّاح، وأيضاً الطلب الإسرائيلي ربط التسوية في غزة باستعادة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين. وعلمت "هآرتس" أن ريفلين شرح لبايدن خلال الاجتماع الانعطافة الدراماتيكية التي حدثت في إسرائيل مع تأليف الحكومة التي يشارك فيها للمرة الأولى حزب عربي. وكان لدى الإدارة الأميركية في الفترة الأخيرة تساؤلات عن مدى استقرار حكومة الوحدة الوطنية وقدرتها على اتخاذ قرارات مهمة.
وتناولت المحادثات الساحة الفلسطينية، فشرح ريفلين أن بناء الثقة شرط من شروط العملية السياسية، وأن تحويل النزاع إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي يدمر العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين. كما شدد ريفلين على أن إعادة إعمار القطاع ممكن فقط من خلال التفاهم على إنهاء قضية الأسرى والمفقودين الإسرائيليين الذين تحتفظ بهم "حماس". وأشار إلى الانعطافة التي أحدثتها اتفاقات أبراهام في علاقات إسرائيل الإقليمية بجيرانها، وقال إن إسرائيل ستسر وتقدر أي دعم أميركي لتعزيز دائرة السلام.
بعد الزيارة إلى البيت الأبيض، التقى ريفلين رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، التي يعتبرها صديقة مقربة منه، وخلال ولايته تحدث معها مرات عديدة. قبل اللقاء صرّح ريفلين بأن "ليس لإسرائيل صديقة أفضل من الولايات المتحدة. العلاقات المميزة بين الشعبين استندت دائماً إلى قيم ديمقراطية وليبرالية مشتركة"، وأضاف: "الأصدقاء يختلفون من وقت إلى آخر، لكن هذا لن يعرّض قط الصداقة للخطر."