لا "للتسوية" في غزة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • الإحباط مفهوم. الذين قبلوا عدم وجود حل لغزة يتبنون اليوم وهم "تسوية بعيدة الأجل"، من دونها سيكون علينا "أن نقاتل مرات ومرات من أجل الأشياء عينها"، وعلى ما يبدو "لم نحقق شيئاً" في الجولات السابقة.
  • لكن خلاصة "لم نحقق شيئاً" غير صحيحة من أساسها. يبدو أن المطلوب أن نعتاد الإحباط في غزة، شعور مزعج، لكنه ليس فظيعاً. خلال المئة عام الأخيرة جرى بناء دولة قوية مزدهرة في ظل ردع قوي ومواجهات مع أعدائها. وعند الضرورة يمكننا أن نواصل ذلك خلال المئة عام المقبلة ضمن شروط أفضل بما لا يقاس. والمنطق يقول إن ظروفنا ستتحسن خلالها.
  • مَن يريدون تركيز قلقهم على خطر حقيقي هم مدعوون إلى الابتعاد عن موضوع غزة المزعج وفحص التهديد الإيراني. هو أيضاً يمكننا مواجهته بنجاح، لكن التحدي هنا أكبر بكثير. الأوهام بشأن تسوية في الجنوب لا تساعدنا في الصراع في الشمال. في غزة نحن بحاجة إلى الضرب والردع، ويمكن أن نضيف إلى هامش الردع القوي إجراءات اقتصادية مقيدة، ليس هناك سبب مبدئي لوقف إعادة إعمار غزة بقيادة أوروبا والأميركيين، لكن يجب تجنب المبادرات الإسرائيلية، والوقوف بقوة ضد الحماية الخطرة لتركيا وقطر لـ"الإخوان المسلمين". بتعبير آخر، كشرط مسبق يجب تحسين الردع القوي. وفي مقابل العصا الغليظة يمكن تقديم جزرة قزمة.
  • لو كان هناك فرصة لإبعاد "حماس" عن العنف، لكان من المنطقي المبادرة إلى إعادة إعمار واسعة النطاق وأكثر جذرية. لكن النضال العنيف للقضاء على الدولة اليهودية هو جوهر هوية "حماس" ومناصريها الكثر. وحده الجاهل المصرّ على خداع نفسه يفترض أن "حماس" هي "مجموعة من المتطرفين أخذوا معظم أبناء شعبهم رهائن". في المجتمع الإيراني هناك شيء من هذه الحقيقة. في غزة، وإلى حد بعيد في الضفة، لا أساس لذلك. اهتمام "حماس" بالانتخابات ليس صدفة لأنها ستفوز بها. "المقاومة" هي المحتوى المشوّه للحياة في هذا المجتمع العنيف. مليارات الدولارات التي كان يمكن أن تؤدي إلى ازدهار غزة ومستقبل أفضل لأولادها، وظفها أنصار "حماس" في الصواريخ والأنفاق. هذا ما تبدو عليه صورة مجتمع يستمد الرضا من قدرته على إيذاء اليهود وحرق حقولهم، بدلاً من بناء مستقبل لأبنائه. هذا هو نموذج سلوك "حماس" خلال الأعوام الـ16 الأخيرة.
  • ليس في إمكان إسرائيل بعد اليوم قبول تعاظُم قوة "حماس" التي قد تسمح بتهدئة موقتة فقط من أجل بناء قوة فتاكة تُستخدم وقت الحرب في الساحة الشمالية، وربما في الضفة. يجب ويمكننا أن نفرض تغييراً جذرياً في قواعد اللعبة، بحيث تضرب إسرائيل – في التوقيت الذي تختاره - استعدادات "حماس" العسكرية وزعاماتها من دون انتظار استفزاز. الاتحاد الأوروبي سيصرخ، وإدارة بايدن ستُعرب عن استيائها، وربما ستسمح للأمم المتحدة باتخاذ خطوات مؤذية. لكن الثمن محتمل والفائدة الاستراتيجية جوهرية. كما يجب أن نطرح على النقاش استعداد الإدارة الأميركية لتعزيز قوة إيران بصورة دراماتيكية، الأمر الذي سيفاقم خطر المواجهة في الشمال ويجعل من تعاظُم قوة "حماس" أكثر خطراً.
  • في إمكان إسرائيل أن تفرض على "حماس" ارتباطاً عميقاً بمصر، التي تدرك خطرها وليس لديها أوهام الغرب بشأن تحسين نوعية الحياة، وتتخوف من تسلّح "الإخوان المسلمين" بصواريخ يمكن أن تصل إلى عمق مصر. "حلول" اقتصادية أُخرى، مثل المال القطري ومساعدة تركية وعمل العمال الغزاويين في إسرائيل - هي أضرار استراتيجية متراكمة.
  • بين إسرائيل والأطراف المعتدلة في المنطقة وبين "حماس" و"الإخوان المسلمين" تدور معركة حصيلتها صفر: ما هو جيد بالنسبة إليهم هو سيئ بالنسبة إلينا. هناك دولة عربية واحدة في غزة تحكمها سلطة إسلامية متطرفة وعنيفة. إن إظهار فشل هذه الدولة وضائقتها هو الخيار الذي يجب أن تتبناه إسرائيل ومصر والأردن والسعودية وحتى السلطة الفلسطينية. في واشنطن وفي بروكسل لن يتخليا عن أوهام إعادة الإعمار. في القدس وفي مقر وزارة الدفاع من الأجدى إعادة التفكير في ذلك.