تقرير: السماح بمسيرة الأعلام في الحي الإسلامي في القدس سيكون مثل رمي عود ثقاب مشتعل في مكان طافح بالوقود
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

في انتظار قرار المجلس الوزاري المصغر بشأن السماح لمسيرة الأعلام يوم الخميس، يدّعي منظّمو مسيرة الأعلام الجديدة من أتباع حزب الصهيونية الدينية أن مسيرتهم هي تحرّك سياسي عادي يحفظه قانون التعبير عن حرية الرأي. لكن إصرارهم على المرور في الحي الإسلامي يدل على نواياهم الحقيقية: محاولة إلقاء عود ثقاب مشتعل في قلب بخار الوقود المتجمع في القدس.

يزداد قلق إدارة بايدن من الوضع في القدس، ومن أن يؤدي التصعيد من جديد إلى جرّ إسرائيل و"حماس" إلى مواجهة إضافية في قطاع غزة كما حدث قبل شهر في عملية "حارس الأسوار". وقد طرح الأميركيون مخاوفهم هذه خلال اجتماعاتهم بوزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس في الأسبوع الماضي.

وكان غانتس أجرى مشاورات في نهاية يوم السبت مع كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية دعا في ختامها إلى تغيير مسار مسيرة الأعلام المخطَّط لها. وأجرى القائد العام للشرطة أمس تقديراً للوضع مع كبار المسؤولين في إقليم القدس في هذا الشأن أيضاً. بينما قالت مصادر سياسية إن الوضع الأمني عاد إلى طبيعته، وبالتالي يمكن القيام بالمسيرة، بحسب المسار الذي قُدّم للشرطةـ وتقدّر مصادر أمنية أن القائد العام للشرطة يدرك أن القرار الصحيح هو إبعاد المشاركين في المسيرة عن الحي الإسلامي وتغيير مسارها.

في تقدير المؤسسة الأمنية أن الوضع في القطاع لا يزال حساساً للغاية، وأن زعيم "حماس" يحيى السنوار يبحث عن ذريعة للتصعيد من جديد، ويمكن أن يجد في أحداث القدس هذه الذريعة.

في هذه الأثناء لا تزال إسرائيل تحاول  أن تفرض على "حماس" ترتيبات جديدة بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار، منها منع دخول المال القطري إلى القطاع إلّا بواسطة السلطة الفلسطينية. ترفض "حماس" ذلك، كما تشعر بالقلق من الخطوات الإسرائيلية الرامية إلى تقليص دخول البضائع عبر المعابر ومحاولتها الربط بين التخفيف من الحصار وبين تحقيق تقدُّم في صفقة إطلاق سراح الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في القطاع. ورأى مصدر أمني إسرائيلي أن فرص حدوث تصعيد جديد في القطاع هي بنسبة 50%.

وهكذا بصورة مقصودة جزئياً نشأت حركة مثل الكماشة؛ من جهة، عنف في القدس وتوتر متزايد في القطاع، ومن جهة ثانية ضغط كبير على أعضاء حزب يمينا في الكنيست لدفعهم إلى  الانشقاق عن الائتلاف الآخذ في التشكل، وفي الخلفية التهديدات العنيفة ضدهم. والنتيجة التي نحصل عليها تهديد واضح للعملية الديمقراطية لتأليف الحكومة.